الدرس الثالث


الالف : النص الاساسي
ضَرُوْرَةُ الْقِيَامِ بِا الْوَاجِبِ
يَلْزَمُ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَعْرِفَ مَاوَجَبَ عَلَيْهِ مَعْرِفَةً صَحِيْحَةً, ثُمَّ عَلَيْهِ اَنْ يَقُوْمَ بِهِ حَقَّ الْقِيَامِ. مَعْرِفَةَ الْوَاجِبِ شَيْئٌ عَظِيْمٌ وَالْقِيَامُ بِهِ اَمْرٌ اَعْظَمُ. هُنَاكَ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُوْنَ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْهِمْ, وَلَكِنَّ بَعْضُهُمْ لاَيُحَافِظُوْنَ عَلَيْهَا مُحَافَظَةً تَامَةً. فَيَا عَجَبًا ! مِنْ بَعْضِ النَّاسِ كَيْفَ يُرِيْدُ مِنْ غَيْرِهِ اَنْْ يَقُوْمَ بِمَا وَجَبَ عَلَيْهِ نَحْوَهُ, ثُمَّ هُوَ يُهْمِلُ أَشَدُّ اْلاِهْمَالُ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ نَحْوَ غَيْرُهُ. مَنْشَأُ إِهْمَالِ الْوَاجِبِ أَحَدُ شَيْئَيْنِ: الأَنَايَّةُ وَضَعْفُ اْلاِرَادَةِ. فَاْْلأَنَانِيَّةُ تَدْفَعُهُ إِلَى اِحْتِقَارِ غَيْرِهِ, وَضَعْفُ الاِرَادَةِ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ الْحَوَافِزِ الَّتِى يَدْعُوْا اِلَى الْقِيَامِ بِالْوَاجِبِ.

اَلْقِيَامُ بِالْوَاجِبِ مِنَ الْمُنَافِعِ الْمُشْتَرَكِ فِيْهَا, حَيْثُ يَعُوْدُ بَعْضُهَا عَلَى الْقَائِمِ بِهِ, كَمَا يَعُوْدُ بَعْضُهَا الآخِرُ عَلَى غَيْرِهِ. ِلاِنَّكَ إِنْ عَمَلْتَ مَا وَجَبَ عَلَيْكَ نَحْوُ اُمْرُئٍ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّهُ يَبْدُلُ جَهْدَهُ لِيُقَابِلَكَ مَقَابِلَةً حَسَنَةً بِمِثْلِ عَمَلِكَ, وَيَقُوْمُ بِمَا وَجَبَ عَلَيْهِ نَحْوَكَ, وَاِنْ قُمْتَ بِا الْوَاجِبِ نَحْوَ اْلاُمَّةِ وَدَّعَوْتَ غَيْرَكَ لِلْقِيَامِ بِهِ نَحْوَهَا سُعِدَةْ وَكَانَتْ سَعَادَتُهَا سَعَادَةَ اَفْرَادِهَا وَاَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ.
قُمْ بِالْوَاجِبِ نَحْوَ وَالِدَيْكَ حَقَّ الْقِيَامِ, يَقُوْمُ نَحْوَكَ أَحْسَنَ الْقِيَامِ وَبِذَالِكَ تَنََالُ مَا تَتَمَنَّاهُ مِنْهُمَا فِى حَيَاتِكَ. وَعَلَيْكَ أَنْ تَقُوْمَ بِالْوَاجِبِ نَحْوَ أَسَاتِذَتِكَ بِأَنْ تَكُوْنَ مُخْتَلِقًا بِاْلأَخْلاَقِ الْفَاضِلَةِ, مُوَاظِبًا عَلَى الدُّرُسِ بَاذِلاَ الْجُهْدِ فِى إِيْفَاءِ الْوَاجِبَاتِ المَدْرَسِيَّةِ, تَكُنْ اَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَوْلاَدِهِمْ. وَقُمْ بِاالْوَاجِبِ نَحْوَ اَصْدِقَائِكَ بِأَنْ تكُوْنَ لَهُمْ عَوْنًا فِي الضَّرَاءِ وَأَنِيٍسًا فِي السَّرَّاءِ وَاَنْ تَأْخُذُ بِأَيْدِيْهِمْ إِنْ عَثَرُوْا وَتَسَاعِدَهُمْ إِنْ أَمْلَقُوْا, يَكُوْنُوْا لَكَ أَعْوَانًا فِى الشَّدَائِدِ وَفِى النَّوَازِلِ. وَقُمْ بِالْواَجِبِ نَحْوَ مِهْنَتِكَ مِثْلُ تِجَارَتِكَ وَصَنَاعَتِكَ وَزَرَاعَتِكَ وَسَائِرِ عَمَلِكَ؛ وَذَلِكَ بِأَنْ لاَتَكُوْنَ غَاشًّا وَلاَ خَادِعًا وَلاَمُبْطِنًا لِفَاسَد وَلاَ مَادِحًا لِمَعِيْبِ, تَرَى النَّاسُ يَقْبَلُوْنَ عَلَى مَا لَدَيْكَ مِنْ تِجَارَةٍ أَوْصَنَاعَةٍ أَوْ عَمَلٍ آخر, ِلأَنَّ الثًّقَةَ أَمْرٌ عَظِيْمٌ وَلاَ يُوْجِدُهَا إِلاَّ الْقِيَامُ بِالْوَاجِبِ.
وَيَنْبَغِى عَلَى الْحُكُوْمَةِ أَنْ تَقُوْمَ بِوَاجِبِهَا نَحْوَ الشَّعْبُ, بِأَنْ تُحَرِّمَ لِغَه وَآدَابِهِ وَعَادَاتِهِ وَمُمَيَّزَاتِهِ وَحُقُوْقِهِ اْلأَدَبِيَّةِ وَالْقَانُوْنِيَّةِ وَسَائِرِ مَا هُوَ حَقٌّ لَهُ, فَاِنْ فَعَلَتْ ذَالِكَ اِنْدِفَعَتِ اْلاُمَّةُ اِنْدِفَاعًا لِنَصْرَتِهَا وَاَقْدَمْتَ عَلَى الْقِيَامِ بِمَا وَجَبَ عَلَيْهَا نَحْوُهَا. وَقِيَامُ كُلُّ فَرِيْقٍ-مِنَ الْحُكُوْمَةِ وَاْلاُمَّةِ- بِمَا وَجَبَ عَلَيْهِ نَحْوُ اْلآخِرِ هُوَ عَامِلُ ضَرُوْرِيٌّ لِلْوُصُوْلِ اِلَى السَّعَادَةِ الْجَمَاعِيَّةِ فِى هَذِهِ الْحَيَاةِ.

Related Articles :


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 komentar:

Posting Komentar

 



"Terima kasih sudah berkunjung"

KUMPULAN ARTIKEL & HADIS-HADIS ROSULULLOH Copyright © 2010 LKart Theme is Designed by Lasantha