الباب الثاني


الفصل الأول: مفهوم البلاغة وفنونها
1 . مفهوم البلاغة
كما هو المعروف أن البلاغة هي خلاصة كد العقل والإفهام وثمرة الاظطراب الفكري الذي مابرح دليلا عن قوة الإدراك وحياة النفوس العاقلة.

قال السيد المرحوم أحمد الهاشمي (1978: 30-31) :البلاغة في اللغ: الوصول والانتهاء يقال بلغ فلان مراده إذا وصل إليه وبلغ الركب المدينة إذا إنتهى إليها ومبلغ الشيء منتهاه. وبلغ الرجل بلاغة فهو بليغ : إذا أحسن التعبير عما في نفسه.
البلاغة في الإصطلاح. وصف للكلام والمتكلم فقط. ولاتوصف (الكلمة) بالبلاغة لقصورها عن الوصول إلى غرض ولعدم السماع بذلك.
البلاغة في الكلام: متطابقته لمايقتضيه حال الخطاب مع فصاحة ألفاظه "مفردها ومركبها". والكلام البليغ هو الذي يصوره المتكلم بصورة تناسب أحوال المخاطبين. وبلاغة المتكلم هي ملكة في النفس يقتدر بها صاحبها على تأليف كلام بليغ مطابق لمقتضى الحال مع فصاحته في معنى قصده.
والبلاغة إضافة إلى كونها الكلام المكتوب أو المسموع هي التي تقدر الظروف والمواقف وتعطى كل ذي حق حقه سواء إن كانت شعرا أم نثرا, مقالا أم قصة مسرحية أم حكاية مديحا أم هجاء غزلا أم استعطافا.

وقال الجارم ومصطفى أمين (1957 :8) إن البلاغة هي تأدية المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة, لها فى النفس أثر خلاب, مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه, والأشخاص الذين يخاطبون.
فليست البلاغة قبل كل شيئ إلا فنا من الفنون يعتمد على صفاء الاستعداد الفطرى ودقة إدراك الجمال, وتبين الفروق الخفية بين صنوف الأساليب, وللمرانة يد ل اتجحد في تكوين الذوق الفني, وتنشيط المواقف الفائزة, ولابد لطالب إلى جانب ذلك من قرأة طرائف الآدب, والتملؤ من نميرة الفياض, ونقد الاثار الأدبية بينها, وأن يكون له من الثقة بنفسه ما يدفعه إلى الحكم بحسن ما يراه حسنا وبقبح ما يعده قبيحا.
وينتج من ذلك أن العلماء قد عرفو البلاعة بأنها: مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحة عباراته. فعلوم البلاغة أجل العلوم الأدبية قدرا وأرسخها أصلا وأسبقها فرعا وأحلاها حتى وأعذبها وردا لأنها العلوم التى تستولى على استخراج درر البيان من معادنها وتحريك محاسن النكت في مكانها. فهي الغاية التى تنتهى إليها أفكار النظر ة من بيتها أجلها شانا وأبينها تبيانا إذا هو الكفيل بإيضاح حقائق التنزيل وإفصاح دقائق التأويل وإظهار دلائل الإعجاز ورفع معالم الإيجاز.
2.أهمية البلاغة
إن البلاغة تعد عنصرا أصيلا في الدراسات الأدبية لأنها تلتقي مع الأذب في الأهداف والغايات المرسومة. لقد قسم عبد العليم إبراهيم (1962 :203) أهمية البلاغة إلى ما يلى :
 الغرض من دروس البلاغة هوتذوق الأدب وفهمه فهما عميقا دقيقا, الخصائص والمزايا الفنية للنص.
 تبين نواحى الجمال الغنى في الأدب وكشف أسرار هذا الجمال ومصدر تأثيره في النفس .
 فهم ما يدل عليه النص من ضروب المهارة الفنية للأديب وما يصوره من نفسيته ولون عاطفته.
 إنضاج الذوق الأدبي في الطلاب وتمكينهم من تحصيل المتعة والإعجاب والسرور بما يقرئون من الأثار الرائعة وتمكينهم كذلك من إنشاء الكلام الجيد محاكاة لهذه الأنماط البلاغية التى يستجدونها.
 إقدارهم على إجادة المفاضلة بين الأدباء وعلى تقويم إنتاجهم الإدبي تقويما فنيا سديدا.
من البيان السابق تسنتح الكاتبة أن أهمية البلاغة هي تدوق الأدب وفهمه فيها دقيقا, وتبيين نواحى الجمال الفنى في الأدب وفهم النص من ضروب المهارة الفنية. وانضاج الذوق في الطلاب من إنشاء الكلام الجيد, واقدارهم على إجادة المفاضلة بين الأدباء إعجاز القرآن وفهمه من ناحيه اللغة أو الأسلوب.
3. فنون البلاغة
لما وضع علم الصرف للنظر في أبنية الألفاظ ووضع علم النحو في إعراب ما تركب منها وضع "البيان" أو "البلاغة" للنظر في أمرهذا التركيب وهو ثلاثة علوم كما قسمه أحمد الهاشمي (1978: 4-5)
1- مايحترزبه عن الخطأ في تأدية المعنى الذي يريده المتكلم لإصاله إلى ذهن السامع ويسمى علم المعاني.
2- وما يحترزبه عن التعقيد المعنوي أي أن يكون الكلام غير واضح الدلالة على المعنى المراد ويسمى علم البيان.
3- ومايراد به تحسين الكلام ويسمى علم البديع. فعلم البديع تابع لهما إذ بهما يعرف التحسين الذاتي وبه يعرف التحسين العرضى.
والكلام باعتبار المعاني والبيان يقال إنه فصيح من حيث اللفظ لأن النظر في الفصاحة إلى مجرد اللفظ دون المعنى. وبليغ من حيث اللفظ والمعنى جميعا لأن البلاغة ينظر فيها إلى الجانبين. وأما باعتبار البديع فلا يقال إنه فصيح ولا بليغ لأن البديع أمر خارجي يراد به تحسين الكلام لاغير. إذا تقرر ذلك وجب على طالب البيان أن يعرف قبل الشروع فيه معنى الفصاحة والبلاغة لأنها محوره وإليها مرجع أبحاثه. فهما الغاية التي يقف عندها المتكلم والكاتب والضالة التي ينشدانها. وما عقد أئمة البيان الفصول ولا بوبوا الأبواب إلا بغية أن يوقفوا المسترشد على تحقيقات وملاحظات وضوابط إذا روعيت في خطابه أوكتابه بلغت الحد المطلوب من سهولة الفهم وإيجاد الأثر المقصود في نفس السامع واتصفت من ثم بصفة الفصاحة والبلاعة. وينتج من ذلك أن البلاغة تنقسم إلى ثلاثة علوم وهي علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع.
أ. علم البيان
قال الهاشمى (1960: 244) البيان لغة الكشف والإيضاح والظهور. واصطلاحا أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق يختلف بعضها عن بعض في وضوح الدلالة العقلية على نفس ذلك المعني.
عناصير البيان:
أ). التشبيه
قال الهاشمي (1978: 247) التشبيه لغة الثمثيل يقال: هذا شبه هذا ومثيله. والتشبيه اصطلاحا عقد مماثلة بين أمرين أو أكثر, قصد اشتراكها في صفة أو أكثر, بأداة: لغرض يقصده المتكلم.
وعند علىالجارم ومصطفى أمين (د ون سنة:20) أن التشبيه هوبيان أن شيأ أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر, بأداة لغرض يقصده المتكلم.
وللتشبيه أربعة
1. المشبه, هو الأ مر الذي يراد إلحاقه بغيره
2. المشبه به, هو الأمر الذي يلحق به المشبه وهذان الركنان يسميان طرفي التشبيه
3. وجه الشبه, هو الوصف المشترك بين الطرفين, ويكون فى المشبه به, أقوى منه في المشبه وقد يذكر وجه الشبه في الكلام وقد يحذف كما سيأتي توضيحه.
4. أداة التشبيه هي اللفظ الذي يدل على التشبيه, ويربط المشبه به, وقد تذكر الأداة في التشبيه, وقد تحذف نحو:كان عمر في رعيته كا الميزان في العدل. وكان فيهم كالوالدين في الرحمة والعطف.
تنقسم طرفيا التشبيه باعتبار الإفراد والتركيب:
1. التشبيه المفرد, هو ماكان طرفان مفردين : غير مقيدين كتشبيه الخذ بالورد ونحوه ومقيدان كقولهم لمن لم يحصل من سببه علىشيئ : هو كالقابض على الماء وكالرقيم في الماء.
2. تشبيه المركب بالمركب, وهو ما كان طرفاه كثيرتين مجتمعتين.
3. تشبيه المفرد بالمركب
4. تشبيه المركب بالمفرد
تقسيم طرفيا التشبيه باعتبار تعددها:
1. التشبيه الملفوف, وهوجمع كل ظرف منهما مع مثله, كجمع المشبه من المشبه, والمشبه به مع المشبه, و التشبيه به مع التشبيه به, بحيث يؤتي بالتشبيهات معا على طريق العطف أو غيره, ثم يؤتي باالتشبيهات بها.
2. التشبيه المفروق هو جمع كل مشبه مع ما شبه به.
3. تشبيه التسويه هو أن يتعدد المشبه دون المشبه به.
4. تشبيه الجمع هو أن يتعدد المشبه به دون المشبه به.
تنقسم التشبيه باعتار وجه الشبه:
1. تشبيه تمثيل, وهو ما كان وجه الشبه فيه وصفا منترعا من متعدد حسيا كان أو كان هو غير حسي.
2. التشبيه غير تمثيل, وهو مالم يكن وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد.
3. مفصل, وهو ما ذكر فيه وجه الشبه
4. مجمل, وهو ما يذكر فيه وجه الشبه
5. قريب مبتدل, وهو ماكان ظاهر الوجه ينتقل قيه الذهن من المشبه به, من غير احتياج إلى شذة نظر وتأمل لظهور وجه بأدئ الرأئ.
6. بعيد غريب, وهو ما احتاج في الإنتقال من المشبه الى المشبه به الى فكر, وتدقيق نظر لخلفاء وجه بأدئ الرأي.
ننقسم التشبيه باعتار أداته:
1. التشبيه المرسل, وهو ماذكرت فيه الأداة
2. التشبيه المؤكد, وهو ماحذقت منه أدات
3. التشبيه البليغ, هو ما بلغ درجة القبول لحسنه.
ب). المجاز
قال الهاشمي (1978: 290) المجاز مشتق من حاز الشيئ يجوزه -اذا تعداه- سموابه اللفظ الذي نقل من معناه الأصلي, واستعمل ليدل على معنى غيره, مناسب له. والمجاز هو اللفظ المستعمل في غيرما وضع له في اصطلاح التخاطب لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الوضعى. ولعلاقة هي المناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي, وقد تكون المشابهة بين المعنيين وقد تكون غيرها. فإذا كانت العلاقة مشابهة فالمجاز استعارة وإلا فهو مجاز مرسل. والقرينة, وهي المانعة من إدراة المعنى الحقيقي, قد تكون لفظية وقد تكون حالية.
وينقسم المجاز الى أربعة أقسام: مجاز مفرد مرسل, مجاز مفرد بالاستعارة ويجريان في الكلمة ومجاز مركب بالاستعارة ويجريان في الكلام. ومتى أطلق المجاز, انصرف إلى اللغوي. وانواع المجازكثيرة أهمها المجاز المرسل وهو المقصود بالذات, وسيأتي مجاز, يسمى المجاز العقلي ويجرى في الإسناد.
فالمجاز المفرد المرسل هو الكلمة المستعملة قصدا في غير معناها الأصلى لملاحظة علاقة غير المشابهة مع قرينة دالة على عدم إرادة المعنى الوضعى. والمجاز العقلي هو إسناد الفعل أوما في معناه (من أسم فاعل أواسم مفعول أومصدر) إلى غير ما هوله في الظاهر: من المتكلم لعلاقة مع قرينة تمنع من أن يكون الإسناد إلى ما هوله. والمجاز المفرد بالإستعارة يعني إيضاح أم يجعله المخاطب يذكرشيئ آخر, معروف عنده ليقيسه عليه. والإستعارة هي استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين المعنى المنقول عنه مالمعنى المستعمل فيه مع قرينة صارفة عن إرادة المعنى الأصلي. والإستعارة ليست إلاتشببيها مختصرا: ولكنها أبلع منه (الهاشمي, 1978: 292-303).
والمجاز المرسل المركب هو الكلام المستعمل في عير المعني الذي وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة ما نعة من إرادة المعنى الوضعي. والمحاز المركب باستعارة هو تركيب استعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة معناه الوضعي. فا المجاز المركب هو تركيب استعمل في ما يشبه بمعناه الأصلي
( الهاشمي, 1978: 331-333).
تقسيم الإستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين:
1. تصريحية, وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به.
2. مكنية, وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشيئ من لوازمه
تقسيم الاستعارة باعتار اللفظ:
1. أصلية, إذا كان اللفظ الذي جرت فيه إسما جامدا
2. تبيعة, إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقا أو فعلا
تقسيم الاستعارة باعتبار ما تضل بها من الملائمات, وعند اتصالها:
1. مطلقة, هي التي لم تقترن بملائم المشبه به والمشبه
2. مرشحة, هي التي قرنت بملائم المستار منه اى المشبه يه
3. مجرد, هي الي قرنت بملائم المستعار له أى المشبه.
ج). الكناية
قال الهاشمي (1978: 347) الكناية لفظ أريد به غير معناه الذي وضع له, مع جواز إرادة المعنى الأصلي لعدم وجوه قرينة مانعة من إرادته.
وقال الجارم مصطفى أمين (دس:125) أن الكناية لفظ أطلق وأريد به لازم معناه من جواز إرادة ذلك المعنى.
تنقسم الكناية باعتبار المكني عنه إلى ثلاثة أقسام : فإن المكني عنه قد يكون صفة, وقد يكون موصوفا, وقد يكون نسبة.
فالقسم الأول هي الكناية التي يطلب بها صفة هي ما كان المكني عنه بينها صفة ملازمة لموصوف مذكور في الكلام. والقسم الثاني هو الكناية التي يكون المكني عنه موصوفا. والقسم الثالث هو الكناتة التي يراد بها نسبة أمر لآخر, أثباتا أو نفيا فيكون المكني عنه نسبه أسندت إلى ما له اتصال به.
ب. علم المعاني
قال الهاشمي علم المعاني أصول وقواعد يعرف بها أحوال الكلام العربي التي تكون بها مطابقا لمقتضى الحال بحيث يكون وفق الغرض الذي سيق له, فذكاء المخاطب :حال تقتصي إيجاز القول, فإذا أوجزت في خطابه وكان كلامك مطابقا لمقتضى الحال, وعبارته حال لمقتضي الإطناب والإطالة. فإذا جاء كلامك في مخاطبته مطنبا: فهو مطابق لمقتضي الحال, ويكون كلامك في الحالين بليغا, ولو أنك عكست لانتفت من كلامك صفة البلاعة
وقال خفاجي (1993: 52) المعاني هو علم يعرف به أحوال اللفظ التي بها يطابق مقتضى الحال. قيل "يعرف دون يعلم رعاية لما اعتبره بعض الفضلاء من تحصيص العلم بالكليات ولمعرفة بالجزئيات, كماقال صاحب" القانون" في تعريف الطب: الطب علم يعرف به أحوال بدون الإنسان, وكما قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله : التصريف علم يعرف بأصول يعرف بها أجول أبنية الكلمة. من المفاهم المذكورة لا خلاف أن المعاني علم يعرف بها أحوال الكلام التي بها مطابقا لمقتضى الحال. وعناصر هذا العلم منها: الخبر والإنشاء ,والقصر والفصل, والإيجاز والإطناب والمساوة.
‌أ- الخبر
فالخبر ما يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أوكاذب فإن كان الكلام مطابقا للواقع كان قائله صادقا, وان كان غير مطابق له كان قائله كاذبا.
اختلف الناس في انحصار الخبر في الصادق والكاذب, فذهب الجمهور إلى أنه منحصر فيها ثم اختلفوا:
1. فقال الأكثر منهم: صدقة مطابقة حكمة للواقع, هذا هو المشهور وعليه التعويل.
2. وقال بعض الناس: صدقة مطابق حكمة له ( محمد عبد المنعم خفاجي 1993: 59-60).
وقال الهاشمي (1978: 53-54) إنها ينظر في احتمال الصدق والكذب إلى الكلام نفسه لا إلى قائله: وذلك لتدخل الأخبار الواجبة الصدق كأحبار الله تعالى, واخباررسوله, والبديهة المألوفة _نحو السماء فوقنا_ والنظريات المتعين صدقها ولاتحمل شكا كإثبات العلم والقدرة للمولى سبحانه وتعالى, ولتدخل الأخبار الواجبة الكذب كأخبار المتنبئين في دعوى النبوة. فمطابقة النسبة الكلامية للنسبة الخارجية ثبوتا ونفيا صدق- وعدم المطابق كذب.
وقال على الجارم ومصطفى أمين (دس: 146) الأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرَضين:
1. إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجاملة, ويسمى ذلك الحكم فائدة الخبر.
2. إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم, ويسمي ذلك لازم الفائدة.
قد يلقى الخبر لأغراض أخرى تفهم من السياق منها ما يأتي:
1. الاسترحام
2. إظهارالضعف
3. إظهار التحسر
4. الفخر
5. الحث على السعى والجد
أضرب الخبر
للمخاطب ثلاثة حالات:
1. أن يكون خالى الذهني من الحكم, وفي هذه الحال يلقى إليه الخبرخاليا من أدوات التوكيد, ويسمى هذا الضرب من الخبر ابتدائيا.
2. أن يكون مترددا في الحكم طلبا أن يصل إلى اليقين في معرفته, وفي هذه الحال يحسن توكيده له ليتمكن من نفسه, ويسمي هذا الضرب طلبيا.
3. أن يكون منكرا له, وفي هذه الحال يجب أن يؤكد الخبر, بمؤكد أو أكثر على حسب إنكاره قوة وضعفا, ويسمي هذا الضرب إنكاريا.
لتوكيد الخبر أدوات كثيرةمنها إن وأن والقسم ولام الابتداء ونون التوكيد وأحرف التنبيه, الحرف الزائدة, وقد, وأما الشرطية.
‌ب- الإنشاء
قال الهاشمي (1978: 75) الإنشاء كلام لا يحتمل صدقا ولا كذبا لذاته أو ما لا يحصل مضمونه ولايتحقق إلا إذا تلفظت به فطلب الفعل في الفعل وطلب الكف في لا تفعل وطلب المحبوب في التمنى وطلب الفهم في الإستفهام وطلب الإقبال في النداء كل ذلك ما حصل إلابنفس الصيف المتلفظ بها. وعمد على الجارم ومصطفي أمين (دس:139-140) والإنشاء ما لا يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب. لكل جملة من جمل الخبر والإنشاء ركنان: محكوم عليه ومحكوم به, ويسمى الأول مسندا إليه, والثاني مسندا, وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصلة فهو قيد.
الإنشاء نوعان طلبي وغير طلبي
1. فاالطلبي مايستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب, ويكون بالأمر, والنهي والإستفهام والتمني والنداء.
2. وغير الطلبي ما لايستدعى مطلوبا وله صيع كثيرة منها: التعجب والمدح والذم والقسم وأفعال الرجاء وكذلك صيغ العقود.
الإنشائى الطلبي
1. الأمر, طلب الفعل على وجه الإستعلاء
للأمر أربع صيغ: فعل الأمر والمضارع المقرون بلام الأمر, واسم فعل الأمر والمصدر والنائب الفاعل. قد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلى إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام كالدعاء والإلتماس والتمنى والإرشاد والتمنى والتسوية والتهديد والتخيير والتعجيز والإباحة.
2. النهي, طلب الكف عن الفعل على وجه اللإستعلاء
للنهي صيغة هي المضارع مع لا الناهية. قد تخرج صيغة النهيى عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن لأحوال كالدعاء والإلتماس والتمنى والإرشاد والتوبيخ والتيئيس والتهديد والتحقير.
3. الإستفهام طلب العلم بشيئ لم يكن معلوما من قبل, وله أدوات كثيرة منها الهمزة وهل. يطلب بالهمزة أحد أمرين :
التصور وهو إدراك المفرد, وفي هذه الحال تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه ويذكر له في الغالب معادل بعد ام.
التصديق وهو إدراك النسبة , وفي هذه الحال يمتنع ذكرالمعادل.
يطلب بهل التصديق ليس غير , ويمتنع معهاذكرالمعادل.
للإستفهام أدوات أخرى غير الهمزة وهل, وهي: من ويطلب بها تعيين العقلاء. ما ويطلب بها شرح الإسم أو حقيقة المسمى, متى ويطلب بها تعيين الزمان ماضيا كان أو مستقبلا. أيان ويطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصة وتكون في موضيع التهويل. كيف ويطلب بها تعيين الحال. أين ويطلب بها تعيين المكان. أنى وتأتي لمعان عدة , فتكون بمعنى كيف, وبمعنى من أين, وبمعنى متى. كم ويطلب بها تعيين العدد. أى ويطلب بها تعيين أحد المتشاركين في أمر يعمهما, ويسأل بها عن الزمان والحال والعدد والعاقل وغير العاقل على حسب ما تضاف إليه. جميع الأدوات المتقدمة يطلب بها التصور ولذلك يكون الجواب معها بتعيين المسئول عنه.
قد تخرج ألفاظ الإستفهام عن معانيها الأصلية لمعان أخرى تستفاد من سياق الكلام كالنفى, والإنكار, والتقرير, والتوبيخ, والتعظيم, والتحقير, والإستبطاء, والتعجب, والتسوية, والتمنى, والتشويق.
4. التمني طلب محبوب لايرجى حصوله إما لكونه مستحيلا وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله.
واللفظ الموضوع للتمني ليت, وقد يتمني بهل ولو لعل لغرض بلاغي. إذا كان الأمر المحبوب مما يرجي حصوله كان طلبه ترجيا, ويعبر فيه بلعل أو عسى وقد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغي.
5. النداء طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو.
أما أدوات النداء ثمان: الهمزة وأي ويا وآ وآي وهيا ووا. والهمزة وآى لنداء القريب, وغير هما لنداء البعيد. قد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى باالهمزة وآى, إشارة إلى قربه من القلب وحضوره في الذهن. وقد ينزل القريب منزلة البعيد فينادا بغير الهمزة وأى, إشارة إلى علو مرتبته, أو انحطاط منزلته, أو غفلته وشرود ذهنه.
يخرج النداء عن معناه الأصلى إلى معان أخرى تستفاد من القرائن, كالزجر والتحسر والإغراء.
‌ج- القصر
القصرتحصيص أمر بآخر بطريق مخصوص. وطرق القصر المشهورة أربع
1. النفيى والإستثناء, وهنا يكون المقصور عليه ما بعد أداة الاستثناء.
2. إنما, ويكون المقصور مؤخرا وجوبا
3. العطف بلا, وبل أو لكن, فإن كان العطف بلا كان المقصور عليه مقابلا لما بعدها, وإن كان العطف ببل أو لكن كان المقصور عليه ما بعدهما.
4. تقديم ماحقه التأخير, وهنا يكون المقصور عليه هو المقدم لكل قصر طرفان: مقصور ومقصور عليه
ينقسم القصر باعتبار طرفيه إلى قسمين:
1. قصر صفة على موصوف
2. قصر موصوف على صفة
ينقسم القصر باعتبار الحقيقة والواقع إلى قسمين
1. حقيقي وهو أن يخص المقصور باالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع بألا يتعداه إلى غيره أصلا
2. إضافي وهو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيئ معين.
‌د- الفصل والوصل
الوصل عطف جملة على أخرى بالواو, والوصل ترك هذا العطف, ولكل من الفصل والوصل مواضع خاصة.
يجب الفصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع:
1. أن يكون بينهما اتحاد تام, وذلك بأن تكون الجملة الثانية توكيدا للأولى أو بيانا لها أو بدلا منها ويقال حينئذ إن بين الجملتين كمال الاتصال.
2. أن يكون بينهما تباين تام, وذلك بأن تختلفا خبرا وإنشاء, أوبألا تكون بينهما مناسبة ما, ويقال حينئذ إن بين الجملتين كمال الانقطاع.
3. أن تكون الثانية جوابا عن سؤال يفهم من الأولى, ويقال حينئذ إن بين الجملتين شبه كمال الاتصال.
يجب الفصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع
1. إذا قصد إشراكهما في الحكم الإعرابى.
2. إذا اتفقتا خبرا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة, ولم يكن هناك سبب يقتضى الفصل بينهما.
3. إذا اختلفتا خبرا وإنشاء وأوهم الفصل خلاف المقصود.
‌ه- الإيحاز والإطناب والمساواة
أ). الإيجاز جمع المعاني المتكاثرة تحت اللفظ مع الإبانة والإفصاح وهو نوعان:
1. ايجاز قصر, ويكون بتضمين العبارت القصرة معاني كثير و من غير حذف
2. إيجازحذف ويكون بحدف كلمة أوجملة أو أكثر مع قرينة تعيين المخذوف
ب). الإطناب زيادة اللفظ على المعنى لفائدة بأمور عدة منها:
1. ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص
2. ذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص.
3. الإيضاح بعد الإبهام, لتقرير المعنى في ذهن السامع.
4. التكرار لداع: كتمكين المعنى من النفس, وكا التحسروكطول الفصل.
5. الاعتراض, وهو أن تؤتي في أثناء الكلام أوبين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب
6. التذليل, وهو تعقيب الجملة بحملة أخرى تشمل على معناها توكيدا
7. الاحتراس, ويكون حينما يأتي المتكلم بمعنى أن يدخل عليه فيه لوم فيفطن لذلك ويأتي بما يخلصه منه.
ج). المساواة
المساواة أن تكون المعانى بقدر الألفاظ والألفاظ بقدر المعني, لايزيد يعضها على بعض.
ج. علم البديع
وقال علي الجارم ومصطفي أمين (د س:263) إن علم البيان وسيلة إلى تأدية المعنى بأساليب عدة بين تشبيه ومجاز وكناية, ودراسة علم المعاني تعين على تأدية الكلام مطابق لمقتضى الحال مع وفائه بغرض بلاغي يفهم ضمنا من سياقه وما يحيط به من قرائن.
فهناك ناحية أخرى من نواحي البلاغة. لاتتناول مباحث علم البيان, فلاتنطر في مسائل علم المعاني ولكنها دراسة لاتتعد تزيين الألفاظ أو المعانى بألوان بديعة من الجمال اللفظي أو المعنوي ويسمى العلم الجامع لهذه المباحث بعلم البديع. وهو يشتمل كما أشرنا علة محسنات لفظية وعلى محسنات معنوية. وإن ذاكرون لك من كل قسم طرفا.
1. المحسنات اللفظية
‌أ. الجناس
الجناس أن يتشابه اللفظين في النطق ويختلفا في المعنى وهو نوعان تام وغيرتام. فالتام ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي: نوع الحروف, وشكلها, وعدها, وترتيبها. وغير التام هو ما اختلف فيه اللفظان في شكلها, الشريف من غير دلالة على أنه منهما, ويجوز أن يغير في الأثر المقتبس قليلا.
‌ب. السجع
السجع تواقع الفاصلتين في الحرف الأخير وأفضله ماتساوت فقرة. وهو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير من النثر. وهو ثلاثة أقسام:
1- السجع المطرف وهو ما اختلفت فاصلتاه في الوزن, وانفقتا في التفقية.
2- السجع المرصع وهوما اتفقت فيه ألفاظ احدى الفقرتين أو أكثر ها في الوزن والتفقية.
3- السجع المتوازى وهو مااتفقت فيه الفقرتان فيه والتقفية.
2. المحاسنات المعنوية
‌أ. التوريه
التوريه هي أن يذكر المتكلم لفظا مفرداله معنيان: أحدهما قريب غير مقصود ودلالة اللفظ عليه ظاهرة والآخر بعيد مقصود ودلالة اللفظ عليه أو قريب ظاهر غير مراد, وبعيد خفي هو المراد.
ب. الطباق
الطباق الجمع بين الشيئ وضده في الكلام, وهو نوعان طباق الإيجاب وهو ما لم يختلف فيه الضدان إيجابا وسلبا وطباق السلب وهو مااختلف فيه الضدان إيجابا وسلبا
‌ج. المقابلة
المقابلة أن يؤتى بمعنيين أوأكثر, ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب.
‌د. حسن التعليل
حسن التعليل أن ينكر الأدب صراحة أوضمنا علة الشيئ المعروفة, ويأتي بعلة أو أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه.
‌ه. تأكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه.
تأكيد المدح بما يشبه الذم ضربان: أن يستثنى من صفة ذم منفية صفة مذح. وأن يثبت لشيئ صفة مدح, ويؤتي بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى.
وتأكيد الذم بما يشبه المدح ضربان: أن يستثنى من صفة مدح منفية صفة ذم. وأن يثبت لشيئ صفة ذم, ثم يؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى.
‌و. أسلوب الحكيم
أسلوب الحكيم تلقى المخاطب بغير ما يترقبه, إما بترك سؤاله والإيجابة عن سؤال لم يسأله, وإما بجمل كلامه على غيرماكان يقصد: إشارة إلى أنه ينبغي له أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى (على الجارمي ومصطفى أمين, دس: 263- 395).
4. بلاغة القرآن
أما البلاغة فهي على ثلاث طباقات منها ما هو في أعلى طبقة , ومنها ما هو في أدنى طبقة. ومنها ما هو في الوسائط بين أعلى وأدنى طبقة. فماكان في أعلاها طبقة فهو معجز, وهو بلاغة القرآن وما كان منها دون ذلك فهو ممكن كبلاغة البلغاء من الناس . وليست البلاغة إفهام المعنى, لإنه قد يفهم المعنى متكلمان أحدهما بليغ والآخرعيّ, ولا البلاغة أيضا بتحقيق اللفظ على المعنى, لإنه قد يحقق اللفظ على المعنى وهوغث مستكره ونافر متكلف. وإنما البلاغة إيصال المعنى إلى القلب فى أحسن صورة من اللفظ . فأعلاها طبقة فى الحسن بلاغة القرآن : وأعلى طباقات البلاغة للقرآن خاصة, وأعلى طبقات البلاغة معجز العرب والعجم كإعجاز الشعر المفحم, فهذا معجز للمفحم خاصة كما أن ذلك معجز للكافة.
والبلاغة على عشرة أقسام: الإيجاز والتشبيه والإستعارة والتلاؤم والفواصل و التجانس و التصريف والتضمين والمبالغة وحسن البيان. (الروماني, واخطابي, وعبد الجارجاني, دوسنة: 76-77)
أن عمود مذه البلاغة التى تجمع لها هذه الصفات هو وضع كل نوع من الألفاظ التى تشمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به, الذي يكون منه به, الذي إذا أبدل مكانه غيره جاء منه: إما تبدل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام , وإما ذهاب الرونق الذي يكون منه سقوط البلاغة, ذلك أن في الكلام ألفاظا متقاربة في المعانى يحسب أكثر الناس أنها متصاوية في إفادة بيان مراد الخظاب كالعلم والمعرفة, والحمد والشكر, والبخل والشح, وكالنعت والصفة )الروماني, واخطابي, وعبد الجارجاني, دون سنة:29)
وذهب قوم أن القرآن معجز ببلاغته التى وصلت إلى مرتبة لم يعهد لها مثيل. وهذه النظرة نظرة أهل العربية الذين يولعون بصور المعانى الحية في النسخ المحكم والبيان الرائع. وبعضهم يقول إن وجه إعجازه في تضمنه البديع الغريب المخالف لما عهد في كلام العرب من الفواصل والمقاطع.
والحقيقة أن القرآن معجز بكل ما يتحمله هذا اللفظ من معنى: فهو معجز في ألفاظه وأسلوبه, والحرف الواحد منه في موضعه من الإعجاز الذى لا يغنى عنه غيره في تماسك الكلمة والكلمة في موضعها من الإعجاز في تماسك الجملة والجملة في موضعها من الإعجاز في تماسك الآية. وهو معجز في بيانه ونظمه, يجد فيه القارئ صورة حية للحياة والكون والإنسان وهو معجز في معانيه التى كشفت الستارعن الحقيقة الإنسانية ورسالتها في الوجود. وهو معجز بعلومه ومعارفه التى أثبت العلم الحديث كثيرا من حقائقها المغيبة. وهو معجز في تشريعه وصيانته لحقوق الإنسان وتكوين مجتمع مثالي تسعد الدنيا على يديه.
قال الخطابى في كتابه: فخرج من هذا أن القرآن إنما صار معجزا لأنه جاء بأفصح الألفاظ, في أحسن نظم التأليف مضمنا أصح المعانى, من توحيد الله وتنزيهه في صفاته ودعاء إلى طاعته وبيان لمنهاج عبادته في تحليل وتحريم وحظر وإباحة ومن وعظ وتقويم, وأمر بمعروف ونهي عن منكر, وإرشاد إلى محاسن الأخلاق, وزجر عن مساويها, واضعا كل شيئ منها موضعه الذي لايرى شيئ أولى منه, ولايتوهم في صورة العقل أمر أليق به منه, مودعا أخبار القرون الماضية وما نزل من مثلات الله بمن عصى وعاند منهم, منبئا عن الكوائن المستقبلة فى الأعصار الماضية من الزمان جامعا فى ذالك بين الحجة والمحتج له, والدليل والمدلول عليه ليكون ذلك أوكد للزوم مادعا إليه, وإنباء عن وجوب ما أمر به ونهى عنه (صبح الصالح: دون سنة:262-263).
لقد مارس أهل العربية أن فنون إعجاز اللغوي مند نشأت لغتهم حتى شبت وترعرت, وأصبحت فى عنفوان شبابها عملاقا معطاء, واستظهروا شعرها ونثرها, وحكمها وأمثالها, وطاوعهم البيان في أساليب ساحرة, حقيقة ومجازا, إيجازا وإطنابا, حديثا ومقالا, وكلما ارتفعة اللغة وتسامت, وقفت علىأعتاب لغة القرآن في أعجازها للغوي كسيرة صاغرة, تنحني أمام أسلوبه إجلالا وخشية, وما عهد تاريخ العربية حقبة من أحقاتب التاريخ.
وحيثما قلب الإنسان نظرة في القرآن وجد أسرارا من الإعجاز اللغوي.

يجد ذلك في نظامه الصوتي البديع بجرس حروفه. حين يسمع حركاتها وسكناتها , ومداتها وغنتاتها, وفواصلها ومقاطعها, فلا تمل لأذنه السماع, بل لا تفتأ تطلب منه المزيد.
ويجد ذلك في ألفاظه التي تفي بحق كل معنى في موضعه, لاينبو منها لفظ يقال إنه زائد, ولا يعثر الباحث على يقول إنه يحتاج إلى إثبات لفظ ناقص.
ويجد ذلك ضروب الخطاب التي يتقارب فيها أصناف الناس في الفهم بما تطيقه عقولهم, فيراها كل واحد منهم مقدرة على مقياس عقلة ووفق حاجتة, من العامة والخاصة, كما قال تعالى: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (القمر 17).
ويجد ذلك في إقناع العقل وإمتاع العاطفة, بمايفي بحاجة النفس البشرية تفكيرا ووجدانا في تكافؤ واتزان, فلا تطغى قوة التفكير على قوة الوجدان, ولاقوة الوجدان على قوة التفكير.
وهكذا حيثما قلب النظر قامت أمامه حجة القرآن في التحدي والإعجاز.
قال القاضي أبوبكر الباقلانى (268) والذي يشمل عليه بديع نظمه المتضمن للإعجاز وجوه: منها مايرجع إلى الجملة, وذلك أن نظم القرآن على تصرف وجوهه واختلاف مذاهبة خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم, ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم, وله أسلوب يختص به ويتميز في تصريفه عن أساليب الكلام المعتاد. وقد جاء القرآن على كثرته وطوله متناسبا في الفصاحة على ما وصفه الله عز من قائل: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم...(الزمر: 23 ).
وعجيب نظم القرآن وبديع تأليفه لا يتفاوت ولا يتباين على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها, من ذكر قصص ومواعظ, واحتجاج وحكم وأحكام, وإعذار وإنذار, ووعد وعيد, وتبشير وتخويف, وأخلاق كريمة, وشيم رفيعة. وسير مأثورة وغير ذلك من الوجوه التي يشمل عليها.
الفصل الثاني : التربية الإسلامية ومقوماتها
1 .مفهوم التربية الإسلامية
هناك عدة التعريفات لمفهوم التربية عند العلماء والمفكرين من عصر إلى عصر. مثلا قال أرسطو إن التربية إعداد الفعل لتعليم كما تعد الأرض للبدر. قال هربارت سب نسر إن التربية تهيئة الشخص لأن يتمتع بعيشة راضية. قال رسو إن التربية تزودنا بما لم يكن عندنا وقت الطفولة ولكننا في حاجة إليه وقت الكبير. قال جميس ميل إن التربية يجب أن نؤهل المرء لأن يكون عاملا من عوامل السعادة لنفسه أولا ة من عداه ثانيا. قال جوان ستورت إن التربية تشمل كل ما يفعله المرء لنفسه أو يفعله غيره له لغرض تقريبه مند درجات الكامل (محمد يونس, دس :8-9).
وقدم محمد يونس (دس:12) رأيه أن التربية هي التأثير بجميع المؤثرات المختلفة التي نحتارها قصدا لنساعد الطفل على أن يتوقى جسما وعقلا وخلقا حتى يصل إلى أقصرما يستطيع الوصول من الكمال ليكون سعيدا في حياته الفردية والإجتماعية ويكون كل عمل يصدر عنه الكمال وأتقن وأصلح للمجتمع.
اعتمادا على ذلك اتفق الكاتبة على أن تعريف التربية هي التأثير بجميع المؤثرات المختلفة التي تحتارها قصدا لنساعد الطفل على أقصرما يستطيع الوصول إليه من الكمال ليكون سعيدالحياة الفردية والإجتماعية ويكون عمل يصدرعن المال وأتقن وأصلح للمجتمع.
وقال أرسطو الذي نقله محمود يونس في كتاب التربية والتعليم أن في الإنسان قوتين: فكرية أنسانية وشهوتية بهيمية. والتربية وسيلة التي تتغلب الأولى على الثانية.
وخلق الله الصبي قابلا إلى الخير والسيئ وإنما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين. أعطى الله الناس كمال قوة سيطرة جسمية وروحانية ويستطيعون بها أن يترقوا أكمل وأتقن, والإيفاء قوة السيطرة معينة إلى أي حد كمال القدرة المقصود. ولكن كانت عملية تنشئة قدرة الإنسان بوسيلة التربية لا يتضمن بها في تكوين الطبيعة والثقافي لا تكون خيرا عند إرادة خالقة. تذكر! أن الله تعالى قدر في نفس الإنسان ميلان وهما وجهة الفسق ووجهة التقوى. قال تعالى : (ونفس وما سواها. فألمها فجورها وتقوها. قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) سورة الشمس :7-10).
ونعرف جميعا أن الإنسان أعطى قدرة الإختيار سبيل الحق أو الباطل, وهذا الاختيارينال التوجيه في عملية التربية التي تؤثرها. ولذلك العقل الصحيح السالم هوقدرة اللازمة الراقية بوسيلة التربية والتأديب, وكانت الهدية في التربية منبعه الإلهية المقررة لنجاح الآخرة من عملية الإنسان الاختيار به في التربية.

قبل أن تشرح الكاتبة التربية الإسلامية تجدرلها أولا توضح التربية على وجه عام. وقد اختلف عبارة علماء التربية في تعريف التربية, قال أحمد ماريمبا
(1989: 19) إن التربية هي الإرشاد الموعي لنمو التلميذ الجسمي والروحي للوصول إلى الشخصية الكاملة. وقال أغوس سوجونو(1980: 7) إن مساعي الإنسان الراشد في إرشاد الإنسانالذى لم يبلغ إلى درجة الرشد ليكون راشد جسميا كان أوروحيا. وقال حمدني على (1990: 8) إن التربية الإسلامية على وجه عام تشمل جميع المساعي وعملا يقوت بها الأجيال القدماء لتحويل خبراتهم, وعلومهم, ومهاراتهم إلى الأجيال الجدد ليستطيعوا أن يقوموا بوظائف حياتهم في المجتمع. وقال أحمد تفسير (1995: 6) إنها المساعي التى تهدف إلى ترقية النفس في جميع نواحيها, وهي تشمل نشاطات التربية, والموضوعات المبينة فيها جميع نواحي الشخصية. وقال أمير الدين إندرا كوسوما (1973: 27) إنها سعي موعي منظم يقوم به الإنسان الذي له في تشكيل التلميذ على حسب الغرض المقصود. وهي مساعدة يوجهها إلى التلميذ في تنمية النواحي الجسمية والروحية للوصول إلى دراجات رشده.
وقال عبد الوهاب (1997: 11-13) وعرف بعض العلماء بأنها (العملية التي يتم من خلالها تغير سلوك الناشئة). ويرون أن هذا التغير يتم من خلال تعديل بعض أنماط السلوك, وتعليم أنماط جديدة, مع توفير فرص ممارسة هذه التغييرا ت إنماتجري وفق ما يؤمن به الذين يخططون سياسة التعليم. وهذا يعني أن النظرية التربوية في أي مجتمع من المحتمعات تستمد مفهومها على العقيدة أو الفكرة السائدة فيه.
فالناظريات التربوية لدى الغرب مثلا, تستمد محتواهاعلى السعي لرفع مستوى المعيشة, ونشر الأفطار الإنسانية ونحو ذلك كمايزعمون. والتربية في رأيهم إنما هي دعامة من دعامات التطور (التكنولوجيا) العلي والصناعي. ولذلك أضحي الفرد في مجتمعهم آلة صماء, لاروح فيه, وبسبب ذلك صار يعاني من الأمراض النفسية, ولاسيما القلق والاكتئاب.
أما نظرية التربية الإسلامية, فتستمد محتوها على المبادئ القيم التي أتى بها الإسلام, والتي ترسم عددا من المفاعم والإجراء ات يرتبط بعضها ببعض في إطار فكري واحد, ويؤدي تنفيدها إلى أن يسلك الإنسان سلوكا يتفق عقيدته. وهذه العقيدة تتفق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
ثمة منهج إسلامي للتربية مبثوث في الكتاب والسنة فيه توجيهات تربوية كثيرة, لها أثر عميق في النفس , وحين يتدبرها الإنسان ويتأثر بها يصبح أقرب إلى الخير والصلاح. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الترجمة الواقعية لهذ ا المنهج. عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كان خلقه القرآن".
وهو منهج متكامل, لايترك صغيرة ولا كبيرة في إعداد الإنسان الصالح إلا أتى بها, وهو فريد بين مناهج الأرض كلها في أهدافه ووسائله. فريد وإن التقى ببعض المناهج في التفصيلات والفروع, لأنه منهج رباني.
إن دراسة هذا المنهج بأصوله وأهدافه وطرقه أمرضروري لمعرفة النظرية التربوية الإسلامية وتاريخها, ولاسيما في عصرنا الحاضر. فمحاولات الإصلاح التربوي التي شهدها تاريخ التربية في العالم العربي والإسلامي, اتخدت موفقا متطرفا, هاجم مفهوم التربية الإسلامية, وعده ماضيا أدى دوره وانتهى.
ويجب التفريق لدى دراسة النظرية التربوية الإسلامية بين الأسس التربوية التي تستمد عناصرها من مصدري التشريع الرئيسين, وبين نظريات المربين والمفكرين المسلمين. فالأسس الكامنة في الكتاب والسنة لها من المرونة يمكنها من الانفتاح على حاجاة أي عصر وحل مشكلاته. أما نظريات المربين المسلمين, فتمثل وجهات نظر بشرية قابلة للتعديل, لأنها إجتهادات وتفسيرات في إطار نصوص الكتاب والسنة, أملتها حاجات العصور وظروف التطور التي مرت بها المجتمعات الإسلامية, فهي تحتمل الخطأ والصواب كسائر الاجتهادات.
وصفوة القول: أن القرآن الكريم والسنة المطهرة يتضمنان أصولا تربوية, تشكل أسس النظرية التربية الإسلامية, وتميزها عن غيرها. وهذه الأصول عبارة عن خطوط توجّه التربية وأهدافها ومناهجها وميادينها ورسائلها, وتسمح بالإجتهاد ومسايرة التطور. وتلبيىحاجات المجتمع.
والنبي صلى الله عليه وسلم قدم للمربين من خلال بيانه لمقاصد القرآن الكريم, وتفصيله لأهدافه, ومن خلال حياته العلمية وأحاديثه الشريفة_ العديد من المواقف التربوية.
ومما لاريب فيه أن النظر في هذه الأصول لبناء نظرية بربوية كاملة شاملة, ذات أهداف واضحة ومحددة, تلبي حاجة المجتمع_ أمر اجتهادي, يحتاج إلى سعة إطلاع على الكتاب والسنة, وتعمق في معرفة أساليبها, وفهم أهدافها ومقاصدهما.
إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية وجدنا لكلمة التربية أصولا لغوية ثلاثة ربا يربو بمعنى زاد ونما وفي هذا المعنى نزل قوله تعالى : "وما أوتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله "(الروم: 39 ) ربى يربى على وزن خفي يخفى ومعناها نشأ وترعرع كما قال في الحديث: كونو ربانيين حلماء فقهاء علماء ويقال الرباني الذى يربى الناس بصغار العلم قبل كباره (رواه البخرى عن إبن عباس).
رب يرب بمعنى أصلحه وأمره وقاده وحرسه وحفظه, كما قال الله: الحمد لله رب العالمين (الفاتحة:1).
قال الراغب الإصفهانى أن معنى الأول من الرب هي التربية يعنى إنشاء الشيئ حلا فحل إلى حد التمام (النحلاوى,1996: 32).
لإظهارتعريف التربية من ناحية اللغة ستبين الكاتبة تعريف التربية من ناحية الإصطلاح كما يلى:
قال عبد الرحمن النحلوى إن التربية الإسلامية هي التنظيم المنفسى والإجتماعى الذى يؤدى إلى إعتناق الإسلام وتطبيقه كليا في حياة الفرد والجماعة (حمدنى وفؤاد إحسان, 2001: 15 ).
قال رما يوليس (2004 : 3 ) إن التربية الإسلامية هي عملية توجيه إلى تكوين الأخلاق أو الشخصية.
وقال محمود يونس وقاسم بكرى (1953: 6) إن التربية لها معنيان: معنى عام ومعنى خاص. فالتربية بالمعنى العام هي كل مؤثر في تكوين الشخصية الجسمانى والعقلى والخلقى من حين ولادته إلى موته. والتربية بهذا المعنى والحياة شيئ واحد يمكن إعتبار العالم مدرسة كبرى مقدمتها من المهد إلى اللحد. أما التربية بالمعنى الخاص هي كل الوسائل التى اتخذها الإنسان لانماء جسم الطفل وعقله وتكوين خلقه ولا تشمل إلا العوامل الغرض الذى يمكن أن يوضع لها نظام.
وقد إستنبط الأستاذ عبد الرحمن البانى (1996: 12-13) من هذه الأصول اللغوية أن التربية تتكون من عناصر.
أولها المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها. ثانيها تنمية مواهبه واستعداده كلها هي كثرة متنوعة. ثالثها توجيه هذه الفطرة والمواهب كلها نحو صلاحها وكمالها اللائق بها.
التربية إصطلاحا عرفها بعض العلماء بأنها تعليم منظم مستمرحططه الإنسان لنقل المعارف والمهارة لجميع نشاطات الحياة (الأزهارى, 2002: 125 ) أوكما دائرة المعارف البريطنية أن التربية الجهد الذى يقوم به آباء شعب ومربوه لإنشاء الأجيال القادمة على أساس نظرية الحياة التى يؤمن بها (عبد السلام : 1997: 16).
وأما التربية الإسلام فيقدم الكاتب التعريف الذى قاله محمد إ سمعيل
 (2002: 91) وهي سعي مقصود منظم ومرتب لتحقيق قوة فطرة الإنسان عبد الله وخليفته في الأرض.
إن التعريفات السابقة متقاربة المعنى لأن نظرية التربية في أي مجتمع من المجتمعات يستمد مفهومها من العقيدة أو الفكرة السائدة فيه. فالنظرية التربوية لدى الغرب مثلا يستمد محتواها من السعي لرفع مستوى المعيشة ونشر الأفكار ونحو ذلك كمايزعمون. والتربية في رأيهم إنما هي دعامة من دعامة التطور العلمى والصناعى لاروح فيه. وأما نظرية التربية الإسلامية فيستند محتواها من المبادئى والقيم التى أثر بها الإسلام ويؤدى تنفيدها إلى أن يسلك الإنسان سلوكا يتفق عقيدته, وهذه العقيدة تتفق مع الفطرة التى فطر الله الناس عليها.
2.مصادر التربية الإسلامية
إن التربية الإسلامية عملية تعتمد على القيم الإسلامية, والإسلام دين له المصدران الأساسيان, وهما القرآن الكريم والسنة النبوية. فتكون التربية الإسلامية تتصدر على التربية الإسلامية والسنة النبوية. وزاد مهيمن وعبد المجيب (1993: 145) أن للتربية الإسلامية مصادر إضافية, وهي أقوال الصحابة, والقيم والعادات الاجتماعية, وأفكارالعلماء.
1). القرآن الكريم
يعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للتربية الإسلامية لأنه نحتوي علىكل مايحتاج إليه الناس في القيم بواجباتهم فردية كانت أو إجتماعية, ومن واجباتهم القيام بنشاطان التربية بتشكيل أجيالهم الجدد. بعبارة أخرى أن القرآن الكريم كلام إلهي يحتوي على المنهج الأساسي الذي ينظم عملية التربية الإسلامية.
2). السنة النبوية
كما عرفنا أن القرآن الكريم يأتي في صورة إجمالية. لذلك أنه يحتاج إلى الشرح. والشرح الأساسي له هو السنة النبوية, هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم, وأفعاله وتقريراته. فيقال إن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحال من يعطي مبادئ التربية الإسلامية بعد القرآن التي يلزم للمسلمين تطبيقها.
3). أقوال الصحابة
الصحابة أول من تلقوا التعاليم الإسلامية من النبي صلى الله عليه وسلم. وهم ممن يحققوا مبادئ التربية الإسلامية التي قررها رسول لله محمد صلى الله عليه وسلم. قال مهيمن وعبد المجيب (1993: 148) أن المساعي التي قام بها الصحابة ولاسيما الخلفاء الراشدين مما يعين نمو التربية الإسلامية الحديثة, وهم ممن يكونون المفاهيم التربية التي لا تقل أهميتها, ومن بينها الأذب الذي ينبغي للمربي والتلاميذ تطبيقه في عملية التربية.
4). العلوم الدينية الإسلامية
المراد بالعلوم الدينية الإسلامية هنا المساعي والإجراء ات التي لا تخالف التعاليم الإسلامية. وتبدو هذه الظروف في تكوين طرق التعليم وأساليبها, أو أنواع النشطات التربية للوصول إلى الغرض المقصود, لأنهاتتعلق بإلقاء المواد الدراسية مباشرة, لذلك يلزم للقائمين بها الإهتمام بالأحوال الإجتماعية التي تنعقد فيها نشاطات التربية. ومعنى هذا أن أساليب تنفيذ التربية يتوقف على أحوال المجتمع واستعداده وخصائصه.
5). أفكارالعلماء
المراد بأفكار العلماء هي اجتهادهم في استنباط الحكم (مهيمن وعبد المجيب: 1993: 150). وهو يعتبر مصدرا من مصادر التربية الإسلامية, لأن العلماء من يحمل الواجبات في تنمية العلوم الإسلامية, بل أنهم ورثة الأنبياء.
كما عرفنا أن تطور الزمان من العوامل التي تعين تطور حاجات الناس وأفكارهم, ونظرهم إلى الحياة, فحاجاتهم إلى تنمية التربية ماسة. فنكون الاجتهاد في هذا المجال شيئا لازما في مواجهة مستقبلهم.
3. أغراض التربية الإسلامية
الغرض هو وجود عمل مرتب منظم قائم على استبصار سابق للناهية الممكنة فى ظل ظروف وامكانيات موضوعية مصاحية, فحينما يقوم الإنسان بعمل يفكر بذكاء فى خطوات هذا العمل ويربط بينهما فى ضوء توقعاته وفى ضوء خبراته السابقة وما يقوم به من تعديل خطوات العمل وفق إدراكه لعلاقتها وسلسلها على نحو يستبصر فيه سلامتها. فإن دافعه لهذا العمل يصبح هدفا أوغرضا.
كذلك التربية إن لها أغراضا معينة وهذه الأغراض ليست بتوجيه إلى أية خطوات تحظ فحسب بل هي توجه إلى إختيار المادة الملائمة والطرق التعليمية اللائقة وطرائق التقويم السليمة (فتح الرحمن 1985: 49 )
كما هو المعروف أن توزيع الأغراض التربوية تنقسم إلى غرضين أساسيين عاما وخاصا ( صالح عبد الرحمن, 1990 : 33). قال العطاس أن غرض العلم من التربية تكوين الإنسان السليم (1979: 1). ومريمبا (1963: 39) هو تكوين شخصية المسلم, والأبراس (1974: 15) هو تكوين الإنسان متخلقا محمودا .
من البيان السابق تخلص الكاتبة أن التربية تهدف إلى تنشئة الفرد تنشئة متكاملة. يتم تنمية وصقل مواهبه وقدراته وميوله وسمو غرائزه ونوازعه الفطرية والمكستبة. وتهذيب أخلاقه وترقية وجدانه وصحة بدانه وهو من شأنه أن يجعله عصوا صالحا فى مجتمعة سعيدا وقادرا على إسعاد غيره نافعا لنفسه.
قال رامى يوليوس (1998: 23 ) إن الغرض هو الهدف الذى أراده الفرد وهو من أسس توجه على كل عملية معمولة ولذلك لا بد على الأسرة أن تملك الهدف الذى يوجه الوالد في تربية أولاده مطابقا لفطرتهم.
وقال محمد عارفين ( 1996: 224) أن غرض التربية الإسلامية هو تحقيق القيم الإسلامية في شخصية المتعلم الذى بذله المعلم المسلم لتكوين الشخص المؤمن والعالم والمطيع بالله ويريد كل الوالدين أن يملك الأولاد الصالحين والمطيعين بوالديهم لأن هذا من أغراض التربية الإسلامية لذا فللوالدين مسئولية تامة على تربية أولادهما.
لنشاطات الإنسان أهداف لأنها لا منفعة إذا كانت لا هدف لها وهكذا في التربية ففيها أهداف منشودة وأما المقصود بهدف التربية هي التغيير المنشود بسعي عملية التربية في وصولها ( حسن لونجولونج: 1979: 399 ) وينبغى على كل هدف التربية أن يتناسب بالفلسفة الأساسية كما قال سليمان (1964: 16 ) إن أى نظام تربوى لا بدله من فلسفة خاصة توجه وترسم خطواته وطرائقه. وأما أهداف التربية الإسلامية عند عطية الأبراشى هي تكوين الأخلاق الكاملة وبلوغ العلم ومنفضته ووصول الفلاح في الدنيا والأخرة ووصول المهارة الفردية في المجتمع (1993: 1-4 ).
ثم قالت زكية درجة (1996: 33 ) إن أهداف التربية تنقسم إلى الهدف العام والهدف النهائى والهدف المؤقتة والهدف العملى. فالهدف العام يتعلق بهدف التربية الوطنية. والهدف النهائى ليكون الإنسان كاملا. والهدف المؤقتة هو الهدف بعد إنتهاء منهاج التدريس. والهدف العملى هو العمل بعد إنتهاء كل حدة الدروس من المقدرة والمهارة.
وقال مرمبا إن الهدف النهائى من أهداف التربية الإسلامية هو تكوين شخصية المسلم الكامل (1974: 46-47).
وقال أحمد تفسير (1994: 50 ) إن هدف التربية الأساسى هو الإنسان الكامل وعلامة الإنسان الكامل كما وضحه : قوة الجسم وصحته وذكاء العقل والماهر والتقوى لله قلبيا.
رأى الغزالى أن التربية تهدف إلى عايتين هما الكمال الإنسانى الذى غايته التقرب إلى الله وسعادة الدنيا والأخرة وأعظم الأشياء رتبة في حق الادمي هي السعادة الأبدية ولن يتوصل إليها إلا بالعلم والعمل ولا يتوصل إلى العمل إلا بالعلم. فأصل السعادة هو العلم فهو إذن أفضل الأعمال (1991 : 23 ).
من البيان السابق يبدء لنا بوضوح أن أهداف التربية الإسلامية هي تكوين الإنسان الكامل الذى يتقى الله ويحصل على العلم والسعادة في الدنيا والأخرة. فلذلك إن هدف التربية مناسب بهدف خلق الإنسان وهو العبادة لله تعالى كماقال الله, وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالِإنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُوْنِ (الداريات: 56).
أغراض التربية ومناهجها حالة مثلى يراد بها الحصول عليها (محمد إسمعيل : 2002 : 19) أو إنه جملة وعبارة تصف نوع السلوك الذى سيتخرج به الطلاب بعد إنتهاء عملية التدريس (عبد السلام: 1997 : 10) وإن أغراض التربية الإسلامية جزء من أغراض الإسلام الكلية ممايتعلق الإنسان والكون والحياة. وبناء على ذلك كانت أغراضها تتعلق بالجوانب الثلاثة. هي الجانب المعرفي والوجدانى والمهارى. وهذه الجوانب الثلاثة تتصور في تقرير أغراض التربية العامة التالية.
‌أ تحقيق الشخصية الإسلامية
في الحقيقة كان هذا الغرض تحقيقا من مسؤولية المسلم بمعنى أن يكون متمسكا بدينه في كل النشاطات الحيوية. وهذه الشخصية تبرز في عقلية ونفسية. وقال البغدادى (1996: 31 ) إن غرض التربية الإسلامية تكوين الشخصية الإسلامية وإكمالها بالعلوم المتعلقة بحياة الإنسان.
علىسبيل الإجمال هناك ثلاثة خطوات لتحقيق وتطوير الشخصية الإسلامية في الإنسان كما في سنة رسول لله : أولها تثبيت العقيدة الإسلامية في قلبه, ثانيها الدعوة إلى التمسك بقواعد الأفكار والأفعال على أساس الإسلام, ثالثها تطوير شخصيته بدفع حماسته بأن يملأ عقوله بثقافة إسلامية ويطبقها في جميع نواحى الحياة .
الفهم والتسلط على الثقافة الإسلامية
حث الإسلام المسلمين لتسلط على جمع العلوم ويكلفه على طلبها مدى الحياة. قسم الغزالى في كتابة إحياء علوم الدين, العلوم على قسمين من ناحية طلبها. قسم العلوم التى وجب على كل فرد طلبها كعلوم الأفكار والأحكام واللغة العربية وغيرها. وقسم العلوم التى فرضت لبعض المسلمين كعلوم الطب والتكنيك والزراعة وغيرها.
‌ب والتسلط على العلوم الدنيوية
كان التسلط على العلوم والتكنولوجيامحتاجا إليه ليكون المسلمون يحصلون على التقدم المادى حتى الإستطاعة على تحقيق دوره كخليفة الله في الأرض. وإن الله قد نزل القرآن وفيه رسالة الإسلام لمحافظة العقل وإرشاده إلى الحق وفيه آيات كثيرة تتحدث عن وظيفة العقل ودوره. وفي فتح الكبير روي أن رسول الله بعث صاحبه إلى اليمن لتعلم صناعة الأسلحة الحديثة وسمي هذه الأسلحة دبابة (إسماعيل:2002 :94).
بعد النظر إلى الأغراض السابقة لابد أن نهتم بمناهج التدريس إهتماما تاما لأنها جزئها للحصول على الأغراض المنشودة.
يرى كثير من المتخصصين في مناهج التدريس أن المناهج مجموعة الخبرات والأنشطة التى تقدمها المدرسة للتلاميذ بقصد تعديل سلوكهم وتحقيق الأهداف المنشودة (مدكور : 3 ) أو يمكن أن نقول هي نظام متكامل من الحقائق والمعارف وغيرها التى تقدمها مؤسسة التربية إلى المتعلمين فيها بقصد إيصالهم إلى مرتبة الكمال التى هيأهم الله لها. وبناء على ذلك نجد أن مناهج التدريس في التصور الإسلامى تسعى لتحقيق هدف أشمل وأعمق وهو إعداد الإنسان الصالح بمعنى الإنسان الشامل أي الذى هو منهج حياته وشعوره وسلوكه من منهج الله وهو بالجملة الإنسان الذى يفى بشروط الخلاقة التى فضله خالقه على كثير ممن خلق فينشط في عمارة الأرض وفق منهج الله.
وكانت مناهج التدريس ترتبط بأغراض التربية المنشودة لذلك يجب على المدرسة تنظيم المناهج المتفقة بهذه الأغراض. قال إسماعيل (2002 : 9) إن المناهج للتربية الإسلامية التى لابد أن تهتم بها المدرسة تتكون من ثلاثة أجزاء. جزء للشخصية الإسلامية وجزء للثقافة وجزء للعلوم الحيوية. وهذه كلها لا بد أن تلقيها المدرسة للتلاميذ متواصلا منظما من مرحلة الإبتدئية إلى المرحلة العالية إلقاء تدريجيا تناسب بمستوى قدرتهم.
يتوقف توجيه عملية التربية توجيها سليما على مدى فهم الأباء والمربين لأغراضها وأهدافها وتحديد هذه الأغراض والأهداف. ذلك أن فهم وتحديد أغراض التربية وأهدافها يمكن الأباء والمربين من جعلها مقياسا صحيحا لمدى توفيقهم أم إخفاقهم فى توجيههم للناشئين وتربيتهم وارشادهم وتكييفهم وطرقهم في التربية.
وبالرغم من اختلاف العلماء والمربين فى تحديد أغراض وأهداف التربية تبعا لاختلاف اهتماماتهم وتخصصهم فإنه يمكننا ان نذكر أن الأغراض الرئيسية التى لم يقع عليها خلاف ثلاثة أغراض ( عبد الحميد الصيد الزنتاني,1984: 35-38) وهي: كسب العلم وترقية الأخلاق وكسب الرزق.
وبا لأغراض الرئيسية وغير ها تهدف التربية إلى تنشئة الفرد متكاملة يتم بها بتنمية عقلة وصقل ومواهبة وقدراته وميوله وسمو غرائزه ونوازعه الفطرية والمكتسبة وتهذيب أخلاقه وترقية وجدانه وإتزان نفسه وصحة بدنه وهو ما من شأنه أن يجعله عضوا صالحا فى مجتمعة سعيد او قادرا على إسعاد غيره نافعا لنفسه وللأخرين قادرا على مجابهة مشاكل الحياة وتحطيها او التكييف معها إيجابى وعزيمة ثابتة ومقدرة على الصبر والإحتمال يتكامل جوانب الشخصية إلى أقص حد ممكن.
ولو أمعنا النظر إلى هذه الأغراض الرئيسية للتربية فى ضوع السنة النبوية المطهره لوجدناها وفق ميزان الإعتدال والتكامل بين الجانبين الروحي والمادى فى النفس البشرية وتحويل دون أى غلو او إسراف فيها.
4 . العناصر الهامة في التربية الإسلامية
رأى محمد يونس (1953 :6) أن عناصر التربية تنقسم إلى نوعين عناصر عامة وعناصر خاصة. فالعناصر العامة هي البيئة طبيعية كانت أو إجتماعية مثل الوالدين ومناخ القطر ومواقع الجعرفي والبيت الذي نشأفيه وحال أهله من ثروة فقر سكناهم في مدينة أو قرية وإخوان في المعاشرة والكتب.
أما العناصر الخاصة فهي عناصر مختارة بين العناصر العامة الكثيرة بقصد التأثّي بما في نفس الطفل لتأهيله لأن يكون رجلا كاملا نافعا لأمته ووطنه. ومجموع العناصر خمسة أشياء وهي : المعلم والمتعلم والأدوات التعليمية والبيئة والأغراض.
‌أ. المعلم
المعلم هو الذى يدرس التلاميد العلوم. ومفهوم المعلم عند أحمد تفسير (2001: 74-46) هوشخص يتحمل المسؤلية في تطوير التلاميد. ومحتمل المسؤلية عند الإسلام هو الوالد كماقال الله تعالى : قوا أنفسكم وأهليكم نارا...(التحريم: 6). لذلك يتحمل المسؤلية في التعليم والمتعلم ثم تنتقل تلك المسؤلية إلى المعلم لأنه بدل منه.
وقالت نورأحبياتى (1998: 65) إن المعلم هو الشخص الذى يتحمل المسؤلية في إرشاد تطور الاولاد ومساعدتهم جسميا وروحيا.
من البيان السابق قال أبو دينتا إن وظيفة المدرس دالة على الشخص الذى يعمل نشاط فى إعطاء العلوم والمهارة والخبرات وغيرها (2001:62). لذلك كان المعلم هو جزاء التربية يتعلق بتحصيل المتعلم فى عمليتها لغرض المراد.
المربي الأول والأفضل في التربية الإسلامية هو الوالدان حيث لهما مسؤولية تامة عن تقدم ونمو أولادهما, لأن نجاح الأولاد نجاح الوالدين.
بما أن إشتغال الوالدين متزيد يوما بعد يوم فيودع الأولاد في المدرسة, لذلك المربي هو كل من يعلم التلاميذ بمختلف علوم أو من يعلمهم مادة معينة في المدرسة (أحمد تفسير: 1992 : 75 ).
وتحويل الواجبة من الوالدين إلى مؤسسة التربية لايدل على أنهما بريئان من مسؤوليتهما التربوية بمثابة المربي الأول والأفضل بل كان ثابتا أن الوالدين لهما مكانة عالية في تربية الأولاد.
يجب على المربي أن يلعب دوره ووظيفته في تنفيد عملية التربية والتعليم, وهذا للإنصراف عن تعارض دوره ووظيفته حتى يقيم المربي أهمية مقام فرد وعضو من أعضاء المجتمع والشعب ومعلم.
وبناء على ذلك يعرف أن وظيفة المربي في التربية كما رآه مهيمن و عبد المجيد (1993: 17) مشتملة على ثلاثة أنواع هي:
1. المعلم الذى يجب عليه تخطيط برنامج التعليم وتنفيذه واختتامه بنشاط تقييم بعد نهاية عملية التعليم والتعلم.
2. المربى الذى يوجه التلاميذ إلى مستوى الرشد وتكوين الشخصية الكاملة وقفا بغاية خلق الله.
3. المدير الذى يرأس ويسرج نفسه والتلاميذ والمجتمع المتعلق بوظيفته وعلى هذا يشتمل نشاطته على توجيه ومراقبة وتنظيم وتفتيش ومساهمة في درنامج مقرر.
وقدم أحمد تفسير ناقلا عن رأى أكوس سوجونو (1992 : 79 ) أن وظيفة المربي أو المدرسة مشتملة على ما يلى:
1. يجب عليه كشف مواهب التلاميذ بمخنلف أساليب مثل ملاحطة و مقابلة ومعاشرة واستبيان وغيرها.
2. أن يسعى مساعدة التلاميذ على تنمية مواهبهم الحسنة وكف تنمية المواهب السيئة.
3. إظهار واجبة الراشدين للتلاميذ عن طريق تعريفهم بمحتلف مهمهم ومهارتهم ليختاروها على أنسب شأن.
4. أن يعقد التقييم كل حين لمعرفة نمو التلاميذ هل يجرى جيد أم لا؟
5. أن يرشد ويوجه التلاميذ حينما وجدوا مشكلة في تنمية مواهب وطاقتهم.
إرتباطا بمساعي المربي لتنشئة وتنمية مواهب التلاميذ وفطرتهم يلزم عليه أن يتناول هدة مقدرات تدريسه. ومقدرات المربي الأساسية تتوقف هلى حساسيته لها ونزعته إليها.
وكان معلوما عند علماء التربية الإسلامية أن وظيفة المدرس متحدة مع شروطه وصفاته. رأت زكية درجة وغيرها (1992: 41 ) أن شروط المربي على ضوء التربية الإسلامية هي أن يكون متقيا لله ومتسلحا بالعلم وصحيح الجسم والنفس ومتخلقا بأخلاق كريمة.
ورأى أكوس سوجونو الذى نقل منه أحمد تفسير (1992: 80) أن شروط المربي مشتملة على ما يلى:
1. أن يكون بالغا راشدا
2. أن يكون صحيحا جسميا وروحيا
3. أن يكون قادرا وأهليا على التعلم
4. أن يكون متأدبا ومسؤوليا
وقدم أيضا عطية الأبراشى (1993 : 137) صفات المربى اللازمة فمنها: الزهد وطهارة الجسم والروح والإخلاص في العمل والحلم والهيبة والوقار. ويجب أن يكون المدرس أبا قبل أن يكون مدرسا. ويجب أن يكون عالمابطبائع التلاميذ.

ب.التلميذ
التلميذ في عملية التعليم والتعلم يحتاج إلى إرشاد المعلم وهوجزء مهم من أجزاء التربية يكون موضوعا فيها. وفي هذاقال مهيمين (1993: 177) إن التلميذ في التربية الإسلامية هو الطفل أو الولد الذى ينمو نموا جسميا ونفسيا يحتاج إلى الإرشاد والتوجيه ليبلغ إلى غرض التربية.
لذلك إن التلميذ له حاجات معينة بمناسبة تنمية نفسه, وقال أحمد مارمبا (1962: 32) تنقسم حاجته إلى قسمين هما الحاجات الجسمية والحاجات الروحية, وتدخل في الحاجات الجسمية هي رعاية الجسم مثل: الأكل والشرب واللبس, وحاجات نمو الجسم مثل: اللعب والرياضة البدنية وغيرها, وتدخل في حاجاته الروحية الحاجات إلى العلوم دنيوية كانت أو أخراوية, وحاجات التعريف الإجتماعي والخلق والدينى وحاجات إلى الرأفة والرحمة.
ولايقضى الطفل هذه الحاجات بنفسة الا بمساعدة الآخر وهو المربى, لذلك نموه بتوقف على مربيه.
ولحصول المتعلم على الغرض المشود قرر الغزالى الآدب والوظائف الخاصة له, وهي: تقديم طهارة النفس عن ردائل الأخلاق, أن يقلل علائقه ويبعد عن وطنه, أن لا يتكبر على المعلم ولا يتأمر على المعلم , أن يحترز عن الإصغاء إلى الاختلافات من الناس, أن لا يدفع فنا من فنون العلم المحمودة اويخوض فيه حتى يطلع على مقصوده, أن يصرف العناية إلى الأهم من العلوم, أن يكون قصد التعلم في الحال تحلية باطنه بما يوصله إلى الله تعالى ولا يقصد به الرياسة والمال والجاه.
التلاميذ في ضوء التربية الإسلامية هم الأطفال الذين تسير نشأتهم ونموهم جسما ونفسا للوصول الى غاية تربيتهم من خلال مؤسستها.
وذلك يعنى أن التلاميذ أطفال غير راشدين حيث يحتاجون الى الأخر مدرسا ومربيا لهم في مؤسسة تربوية.
يجب على المربي في عملية التعليم والتعلم أن يفهم تماما حقيقة تلاميذه وموضوع التربية له. والخظأ في فهم حقيقتهم يؤدى إلى فشلهم كليا. هناك أمور يلزم على المربي فهمها منها:
1. إن التلاميذ غير ممثلى الرجال الراشدين فلهم عالمهم الخاص لذا يجب على تساوى طريقة التعليم بطريقة الراشدين.
2. إن التلاميذ يتابعون مراحل نموهم حيث لهم نمط نمو ومدة معينة فيترتب هذا على تربيتهم المناسبة الملائمة بنمط نموهم ومدته ومراحله.
بناء على ذلك إن مقدرة التلاميذ تتوقف تماما على عمرهم وطور نموهم. بعبارة أخرى إن العمر يعين مستوى قدرة وتعقل وانفعال وموهب وميول مستوى تربية ملائمة. وعلى هذا قسم الغزالى (زين الدين: 1991 : 79 ) أطوار نمو التلاميذ إلى خمسة مراحل, وهي:
1. الجنين وهو مرحلة النمو في رحم الأم حيث تبدأ الحياة بنفخ الروح من الله تعالى. فتبدأ التربية فيه التى تسمى بتربية قبل الميلاد بل تبدأ قبل الوصول إلى مرهلة الجنين وهي تربية قبل امتزاج نطفة.
2. الطفل وهو مرحلة النمو بعد الميلاد فتكون التربية بكثرة تدريبات وتعويد حتى يعرف الجيد والقبيح من أفعال وبشاطات.
3. التمييز وهو مرحلة النمو التى يميز الطفل فيها الجيد من القبيح بل ينمو عقله وفكره الى حدما حتى يفهم علوما ضرورية.
4. العقلى وهو مرحلة النمو المتعقل كاملا حيث ينمو عقل الطفل تماما حتى يقدر على إستيعاب علوم ضرورية.
5. الأولياء والأنبياء وهو مرحلة النمو العلياء للإنسان يعرف الأنبياء العلوم عن طريق الوحي والأولياء هن طريق الإلهام.
من البيان السابق يستفاد أن المدرس في تنفيذ وظيفته التربوية لا بدله من فهم حالة التلاميذ ملازمة احترام حاجاتهم. وهو يعمل وقفا بوظيفته وغايته في عملية التعليم والتعلم. ومن ثم يصبح النجاح في تنمية طاقات التلاميذ سعادة خاصة له وعلوم التربية على وجه عام.
‌ج. المادة و المواد التربوية
المادة هي درس ألقاه المربى إلى تلميذه فى عملية التربية للحصول على غرضها المقصود, وهي مجموعة من المنهج الدراسى. قال عنها إبن خلدون واقتبسه مهيمين وعبد المجيب (1993: 212-213) إن المنهج الدراسى فى التربية الإسلامية هي القرآن والسنة, لتعليم العقيدة والأخلاق والشخصية المحمودة. والعلوم التى تتعلق, مثل علم الشريعة الذى يحتوى على الفقه والتفسير والحديث وعلم الكلام وعلم الإلهية وعلم الفلسفة والعلوم التى تستعمل للعلوم الأخرى مثل علوم اللغة وعلم المنطق وعلم الحساب.
ويقترح الغزالى فيما اقتبسه رمايوليس (2004: 132) أن المادة التى يلزم تعلمها فى المدرسة, هي:
1. القرآن والعلوم الدينية, مثل: الفقه والحديث والتفسير.
2. اللغة والنحو ومخارج الحروف وألفاظها.
3. علم الواجب الكفائي,مثل: الطب والرياضيات والتكنولوجيا والسياسة.
4. علم الثقافة, مثل: الشعر والتاريخ وعدة فروع الفلسفة.
من البيان السابق يمكن أن يستنج الكاتب أن المادة فى التربية الإسلامية, هي: القرآن والحديث والعقيدة والشريعة والإخلاق واللغة والريضيات وعلوم الطبيعة والثافة والفلسفة والمنطق والسياسة.
يسعى الإنسان لينشئ شخصية دافعة على مفهوم مستقبلة عن طريق التربية. وأما الاستراتيجية لنمو شخصية فتشتمل على إلقاء المواد التربوية.
والمراد بالمواد التربوية هي كل أنواع الدروس الموصلة إلى التلاميذ وكانت درجة التربية ونتيجتها عينتها كثيرا المواد التربوية بذاتها, أما المواد التربوية الإسلامية في المعنى العام كما قاله عبد المنير مخلان (1993 : 247 ) فهي نظام النتيجة كصورة تجريدية من الأغراص التربوية. وفي المعنى الخاص هي كل ما ألقاه المدرس والتلاميذ واشتراكهم وأثبتهم حتى يكون كأنه متحيز بنفسهم. لذلك كانت المواد التربوية على الإجمالى هي المفاهيم والوظائف العامة للإنسان كالعباد والخليفة. تأسيسا على ذلك كل ما يستحق به التلاميذ هو النتائج لشخصية العبد والخليفة التى تشتمل على النواحى المهارة والعلمية والعقلية والخلقية.
مصدر المواد التربوية الإسلامية هو القرآن و السنة والواقعية الحيوية وهي تشتمل على الآتية:


1.مادة العقيدة
تلقى هذه المادة عند ما كانت الأم حاملة أولادها بكثرة الذكر وقراءة القرآن والتقرب إلى الله وبجانب ذلك لا بد لها أن تكثر الأطعمة الطبيعة والأدعية لصالحية جسم الأولاد وروحهم وعند ولدت الأم الولد فلاسبد له أن يسمع صوت الأذان من ابيه وإعطاء الإسم الحسن. وفي نموالتالى لابد للوالدين أن يعرفا أسماء الله لغرس المادة التوحيدية كما قال الله تعالى: وإذ قال لقمان لإبنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (لقمان : 12 ).
2. مادة العبادة
تلقىهذه المادة إلى الأولاد من حيث العمل حتى يفهموها سهلا فهي مثلا تعليم شهادتين والصلاة كما قال الله تعالى : يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك (لقمان : 17). وأكده حديث رسول الله صلعم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع (رواه ابو داود) ثم مروهم لأداء الصوم من الصغر والإنفاق للمساكين وغيرها.
3. مادة الأخلاق
تلقى هذه المادة من صغرهم وقفا بمستوى عمرهم.كل إنسان يولد جاهلا لا يعلم شيئا ولا يفرق بين الحق والباطل ولا الخطأ والصحيح. لذلك لابد من تعليمهم الأخلاق الكريمة ليكونوا صالحين. كماقال الله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ...(لقمان: 14) وبعد فهم الأولاد وتعودوا على الأعمال الصالحة وفقا بالقانون الجيد وتطور ذكاءهم وفكرهم وعلومهم بالمعانى عن الأخلاق الإجتماعية على حسب التعمق.
‌د. أساليب التربية الإسلامية وطريقتها
1. أساليب التربية الإسلامية
إن القرآن بين أساليب التربية الإسلامية, وهذه الأساليب مؤثرة بليغة توجه مشاعر الإنسان وأفكاره ومهارته توجيها تاماحتى يقبلها الإنسان بالسهولة ومن أهم هذه الأساليب وأبرزها للكاتب هي:
أسلوب الحوار, يتناول الحديث بين طرفين أو أكثر عن طريق السؤال والجوانب الأمر والنهي والكناية والتحدير (النحلاوى: 1996: 201).
أسلوب العبرة من القصص والأمثال, هتان توجهان الإنسان لفهم ما يضمنه القرآن. لهما آثار نفسية وتربوية بليغة وتدفعان الإنسان إلى تغيير سلوكه وتجديد عزيمته بحسب مقتضى القصة والأدثال.
طريقة الترغيب والترهيب. لهذا الأسلوب التربوى على ما فطر الله عليه الإنسان من الرغبة في اللذة والنعيم والرفاهية والرهبة من الآلم والشقاء وسوء المصير.
طريقة البيان والموعظة, هي الطريقة تفصل الأشياء تفصيلا للإنسان.
طريقة القدوة والعملية, إتخد الإسلام القدوة الحسنة أسلوبا أساسيا من أساس التربية ,الأنبياء عليهم السلام هم المثل الأعلى والقدوة الحسنة للإنسان. فعلى المدرس أن يترسم خطى رسول الله ليقدم لطلابه صورة صادقة عن الشخصية.
2. طريقة التربية الإسلامية
الطريقة لغة بمعنى منهج أو كيفية أوهي علوم تبحث عن أساليب وكيفيات لابدله من متابعها للحصول على غاية. (حام عارفين: 1994: 71 ).
وبين أحمد تفسير (1992 : 131) أن الطريقة التربية جميع أساليب مستخدمة في عملية التربية. وهي هنا تدل على أوسع معنى. بما أن التعليم جزء من مساعي التربية , فالطريقة هنا مشتملة أيضا على طريقة التعليم.
يوجه الحديث في هذا الموضوع الى ثلاثة جوانب ترتبط بحالة مرب أو مدرس متأدب ومسئولية عمن تحت رعايته ومسئوليته. فالجانب الأول يرتبط بصفات الطريقة وأهميتها بالنسبة لغاية التربية الإسلامية وهي تهذيب الإنسان المسلم من عباد الله تعالى.والجانب الثانى متعلق بطريقة التعليم المطردة والمذكورة في القرآن الكريم. أما الجانب الثالث فيرتبط بنشاط ترغيب والتزام بعمل وهو يسمى في مصطلح الجزاء والعقوبة.
إرتباطا بالجانب الأول عن طريقة التربية الإسلامية بغايتها الأساسية وهي تهذيب الطبيعة والموقف يعرف أن الإنسان بفطرة حسنة. فمن اللازم أن الإيمان بحسن فطرة الإنسان يترتب على طرق يستخدمها المربي في عملية التربية الواقعية.
الجانب الثانى يرتب بطريقة مستخدمة في التربية الإسلامية فيلزم على المربي أن لا يخلف التلاميذ بطريقة متعارضة بفطرتهم. ومن الطرق المسلوكة الحكمة والموعظة الحسنة كماجاء في القرآن الكريم والسنة النبوية فيمايتعلق بالدعوة الإسلامية.

أما الجانب الثالث الذى لابد من اهتمامه في طريقة التربية فهو يتعلق بكيفية سعى المربى لتشجيع التلاميذ على قبول جزاء وعقوبة. وتنطلق استفادة الجزاء والعقوبة من الواقع أنهم يتعلقون بحاجاتهم الفردية. فالتلاميذ الذين يقبلون جزاء دراسيا يفهمون أنه صورة من احترام نفسه حيث يطمئن به العلم.
وطرق التربية الإسلامية تقدمها الكاتبة تفصيليا على أساس آراء علماء التربية خاصة. فمنها قاله عبد الله ناصح علوان (1990 : 2) إن هناك خمسة طرق للتربية الإسلامية هي: التربية بالقدوة والتربية بالعادة والتربية بالنصيحة أوالموعظة والتربية بملاحظة و التربية بعقوبة
كذلك قدم حذرى نواوى (1993: 213 ) ست طرق في التربية الإسلامية وهي: التربية بالقدوة والتربية بالتعويد والتربية بالعبرة والموعظة والتربية بالإنضباط والتربية بالمساهمة والتربية بالرعاية.
وكذلك قدم عبد الرحمن النحلاوى (1992 : 10-11 ) أنواع الطريقة في التربية الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والحديث النبوى وهي: التربية بالقصة القرآنية والسنة النبوية والتربية بالأمثال والتربية بالتدريب والتجريب والتربية بالعبرة والموعظة والتربية بالتعويد.
‌ه. الأدوات التعليمية أو الوسائل التعليمية
لكل مشروع أو إنجاز يراد تحقيقه وسائل تناسبه وتحقيق هدفه وكذلك التربية. أنها مشروعة يهدف إلى توجيه الجيل. وتعهد نموه لتحقيق الأمة الأسمى. الهذف الذي دعانا الله إليه لنكون خير أمة أخرجت للناس.

قدوردت مبادئ الوسائل فى القرآن الكريم لأهمية التربية الإسلامية, من مثل قوله تعالى إِقْرَأ وَرَبُّكَ الأ َكْرَمُ اَلَّذِي عَلَّمَ الِإتْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق 3-4). أَفَلا َيَنْظُرُوْنَ إِلَى الِإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ, وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ, وَإِلَى الِجَبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الَأرْضُ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية : 17-20)
الوسائل هي كل ما يستخدم فى عملية التعليم والتعليم لتحقيق غرض التربية. وهذه الوسائل تكون حسية ولغوية. وأما الوسائل الحسية هي كل ما تؤثر فى القوى العقلية بوساطة الحوا س كعرض ذوات الشئ أو نمودجه أو صورته ونحو ذلك, وأما الوسائل اللغوية هي كذكر المثال أو التشبية أو المرادف أو الضد ( عبد العليم,1967: 432).
وأما أنواعها فهي كما يكون في أنواع الوسائل المعينة فى التربية العامة وفى هذا قال محمد الخوالى (1982: 171) تنقسم الوسائل إلى ثلاثة أنواع, وهي:
1. وسائل سمعية, مثل الشريط المسجل والراديو
2. وسائل بصيرية, مثل اللوحات والصرة
3. وسائل سمعية بصيرية, مثل الأفلام الناطقة
نظر العلماء إلى أن إستعمل الوسائل المعينة مهم فى التربية لأنها ترهف الحواس وتوقظها وتعينها على أن تؤدى وظيفتها في أن يكون أبوابا للمعرفة. بعبارة أخرى أن لهذه الوسائل أهمية كبرى فى تدريس المواد الدراسية المختلفة.
وأوضح أحمد سوفردى أن المراد بالوسائل التعليمية هي كل ما يستخدم في عملية التربية لتحقيق أهذاف التربية ويوزعه إلى قسمين هما:
1. الوسائل الحسية هي كل شيئ من عدة معدات من الوسائل الحسية كالبنيان والأدوات الكتابة والقراءة والأدوات التعليمية ونحوها.
2. الوسائل المعنوية هي كل شيئ التي تتعلق بالمناهج الدراسية والمدخل والطريقة والهداية والعقوبة وماأشبه ذلك.
‌و. البيئة
البيئة هي كل ما ظهر ووجد في العالم وينمو. في المعنى العام تشمل على الأقاليم والجغرفية والأسكنة والعادات والعلم والتربية والعالم (زكية درجة: 1992 : 64).
قال زهيرينى (1992: 173) المراد بالبيئة العالم يعيش فيه الأولاد ويؤثر في المشاعر والعواطف والسلوك والعقيدة والدين. وكانت تؤثر كثيرا في نجاح التربية الإسلامية. لأنها تعطى الأثر الإيجابي والسلبي في نمو الأولاد.
بمناسبة الحديث عن البيئة يجدر الكاتبة أن تقدم هنا أراء المفكرين في التربية. قال أحمد سوفردى (1986 : 9 ) إن البيئة التى تتأثر على عملية التعليمية هي: البيئة الإجتماعية كالأسرة والمدرسة والمجتمع, والبيئة الدينية هي القيم الدينية تقوم حول عمليتى التعلم والتعليم, والبيئة الثقافية التى تحيا وتسيرحول عمليتى التعلم والتعليم, البيئة أحواليا كانت أو مؤقعية. كلها تتأثر على عملية التعليمية حتى إذا البيئة حسنة فتسير التربية سيرة حسنة وناحية. وإذا كانت البيئة سيئة فتكون التربية سيئة وفاسلة.
‌ز. أغراض التربية
أغراض التربية من بعض العوامل المهمة في عملية التربية لذاتها لان تعيين كل المساعى المعمولة إلى التلاميذ. وبعدمها كأن التلاميذ يتعلمون بلا أساس حتى يتحه التعلم إلى الجوانب الخبيثة.
وفي تحديد أغراض التربية ينظر الإسلام منزلة الإنسان كمخلوق الله الكامل وكونه كخليفة الأرض. وكذلك الإسلام هو رحمة للعالمين يشمل الشرائع البيئة الملائمة بالكان والزمان. بناء على ذلك كان تكوين شخصية المسلم هو إحدى الواجبات من التربية الإسلامية.
أغراض التربية الإسلامية تنقسم إلى أغرض عامة وأغرض خاصة. ولهذين علاقة وحدة مترابطة ولا ينفصل أحدهما عن الأخر.
أغراض التربية الإسلامية العامة هي: تكوين الأخلاق الكريمة, وأعداد الأولاد لسلوك الحياة الدنيوية والأخروية, وإعداد الأولاد لإكتساب الرزق, وتحريك حماسة التعلم لمعرفة العلوم ودراستها, وإعداد التلاميذ المهنيين في كل مجالات. وقدم عبد الرحمن النحلاوى أغراض عامة هي تربية العقل والإعداد الفكر, وتحريك القدرة والمواهب الأصلية في مستوى الأولاد, الإهتمام بالقوة بالقدرة الجديدة, إنشاء التوازن علىكل قدرة الإنسان وموهبته. وقدم البطى أغراض عامة هي إبتغاء مرضات الله, ورفع مستوى الأخلاق, وتحريك الرغبة في الوطن التى تؤسس على الدين والشريعة, ورعاية اللغة والأدب العربى كلغة القرآن, وإنشاء الإطمئنان في العقيدة والإسلام, وتثبيت وحدة الوطن (أحمد سوفردى: 1989: 19 ). لذلك كانت أغراض التربية الإسلامية العامة هي عملية لتكوين الشبابية في الأولاد ليعيشوا على حسب أنفسهم وأيدهما لجميع نواحيها.
وأما أغراض التربية الإسلامية الخاصة هي: تعريف العقيدة الإسلامية وأصول العبادة, وتحريك الوعي لدين الإسلام, وغرس الإيمان, وتحريك الميول إلى العلوم, غرس الرغبة في القرآن, تحريك السرور بالشريعة الإسلامية, وتحريك الإعتماد على الأسس الإسلامية, غرس الإيمان القوى بالله, تنظيف قلوبهم من الأخلاق المذمومة (حسن لنجولونج,1989 :64).
إنطلاقا من الأغراض العامة والخاصة كانت أغراض التربية الإسلامية الأخيرة هي تحقيق الإيمان والتقوى والعلم للتعبد لله والعمل في الحياة اليومية بالموقف المحمود والشحصية الحسنة (م.عارفين: 1994 : 236). وهكذا عدة تشكيلات عن الأغراض التربوية الإسلامية في تكوين الشخصية المسلم والإتحاد بين الإيمان والعمل, مسايرة بحقيقة الإنسانية كعبد الله.
5.القيم التربية الإسلامية
من الجدير بالذكر أن القيم جمع القيمة وهي في اللغة بمعنى القدرة والثمن والطول, فيقال: قيمة الشيئ أى قدره وقيمة المتاع أى ثمنه, وقيمة الإنسان أى طوله. القيمة هي إثبات أوكمية الشيئ المتعلقة بالميول. عند يونج ( 1993: 11 ) القيمة هي أفكارخالية ودون نعي عن أشياء صدقة ومهمة, وعند غرين القيمة هي نعي يسير نسبي مشترك بالشعور إلى الأشيء او الإطار أو الشخص. في التعريف وود أن القيمة هي إرشاد عامة توجه إلى السلوك والإقتناع في اليومية. أما في التعريف الأخر القيمة هي إطارتخيل تعتبر خير أو شر كذا صدق أو كذب في النظر الإنسان أو المجتمع كمثل الإطار المحترام الذى يعطيه أفراد المجتمع فى المسائل الأساسية في حياة الدينية. بذلك أن القيمة تخيل لا يمسك بالحسى. وكانت القيمة لا يمكن بالحساب بل متعلق بشخصية المقومة. والقيم في إصطلاح العلوم والمعارف فكرة عن حسن وحق وحلم وما كان مفيدا لجمع الناس وإخلاص من العاملين.
وبالنظر إلى البيان السابق فالقيم التربوية هي الفكرة المفيدة في عملية التربية وسيلة للوصول إلى الغاية النهائية في التربية والتعليم. وهذه القيم إستخذمها المربون لتحقيق أهدافهم في حجرة الدراسة أو في خارجها, واستخذ متها الأمهات والآباء لتكوين شخصية أولادهم وهي كالأعضاء في الجسم لعمليتى التربية والتعليم.
وقد قسم مهين وعبد المجيب القيم في الحياة الإنسانية من حيث مصادرها إلى قسمين وهي:
أولا: القيم الإنسانية وهي القيم التنمية على إتفاق الناس وتطور مدانيهم.
ثانيا: القيم الإلهية وهي القيام التى أمر الله تعالى بها على رسله كالتقوى والإيمان والعدالة.
وأن القيم الإنسانية لها قيمه تطورة. وصدقه وتطبيقه نسبي محدد بمكان ووقت. ليس من القيم التي تكون في حياة الإجتماع مقبلة ومردودة. بذلك موقف الإسلام في مواجهة النظام القيم الإجتماعية, بمستخذمة إلى خمسة وهي: محافظة على عناصر القيم المثبتة الصالحة وإنزال عناصر عكسها, بتنمية قيم الجديدة الأصلح, وألقى القيم العامة الصالح للأخر بعد حصل إتفاق المجتمع, قبل أن يقدم القيم الإسلامية في النشاطات كانت القيمة مقبلة ومتخيرة ومتخد في النظام. بذلك أن يحقق صلة صحيحة بين القيم الإسلامية والإجتماعية.

القيم الإلهية هي القيم التى أمر الله تعالى بها على رسله كالتقوى والإيمان والعدالة. الدين أساسية أولوية لعباده, وهذه القيم صفته مثبتة وصدقة مطلقة. وهذه القيم تضمن مطلقة لحياة الإنسان إفراد وإجتماعا ولا ميل لتغيير بحيث الهوى وتغيير عملية الإجتماع والأفراد.
كان الإنسان ترجمة هذه القيمة. بذلك يستطيع الإنسان عالج المشاكل الحياة. ببيان السابق كانت العلقة بين قيم الإلهية والإنسانية كما يلى. كانت العلقة بين قيمة الإنسانية وقيمة الأخر,كمثل قيمة الإقتصادية والسياسية. وكانت قيمة الإنسانية علقة المستوى متصلية مثل تطبقية قيمة الأفراد يواقف عاقبة المجتماع.
إن حياة الإنسان لا يخلوا من القيمة تسير بها تنبغي عليها لمعهدة. أن معهدة قيمة الجديدة هي بطريق التربية. كما قول فريمن بوت: أن حقيقة التربية عملية تحويل قيمة واستذخلها, ويعاودتها وتجددها وتكييفها. ووظيفة التربية الإسلامية هي محافظة وتطورة دين الإسلام واستيفاء طموح الإجتماع ويحتاج طاقة في كل طبقات وتوجيح بنيان لتحقيق العدل والأمن والدافاع. كان منهج القيمة له قيمة تعادلة على عملية التربية. كان منهج القيمة تحتاج إلى نشر ومحافظة ووراثة وتطورات بطريقة التربية, وكذا إن عملية التربية تحتاج إلى منهج قطعي لتطبيقها إلى توجيه معين لإنه يؤسس إلى إثبات وتحكيم التي تؤثر بقيم أساسية كمثل قيمة الدين والعلم والسياسي والإقتصادي والمعرفي والمهارتي.
لايستخذم منهج القيمة لغرض التربية فحسب بل يشتمل على مسائل التربية كمعلم ومتعلم ومنهج وطريقة ووسائلها ومع ذلك إتصال المعرفي بالخارجية والداخلة. بذلك كان القيمة التى تشمل لغرض التربية يعطى قيمة معرفي وتقديرى على نشاطات وتحكيم التربية.
بالبحث السابق نأخد النتيجة أن مقومات التربية في الإسلام هي وجوه المعلم والمتعلم والآلة والمنهج والطريقة والغرض والبيئة. وتلك المقومات إحتياجا شديدا في التربية ولا فصل بينة وبين الآخر لأن ذلك وحدة مترابطة لتحصل عملية التربية.
أن المعلم في الإسلام هو شخص مسئول كريم وكذا في التربية له درجات أولوية مع غيرها. يحتاج المتعلم إلى إرشاد المعلم في تطلب قيمة الحياة, ويثبت الإسلام الحكم أن الولد يولد على فطرة وفي حين أن بيئة يؤثر إلى قيمة حياة الولد. كان البيئة تشتمل من المدرسة والأسرة والإجتماع وكلها يؤثر في تنمية شخصية الولد. إذ كان الولد مطيعا فسهل لتكوين شخصية المسلم. بمناسبة ذلك إن غرض التربية حاصل إذا كان في تطبيق التربية ومقوماتها تؤسس إلى مبدأ الإسلام.
التربية عملية تحويل موقيف وسلوك شخص في سعي كاملة المنفسى وهي بطريق التعليم والتهذيب ليحصل الغرض الذي يشمل وظيفة الأفراد والإجتماع والأخلاق. بذلك أن قيمة التى تسير في حياة الإنسان تشتمل إلى قيمة إلهي وقيمة إنسانى. إذن أن التربية مصدر أساسي لإعطاء تقدير معرفى وتقديرى لنشاطات التربية.
وهناك ستة قيم في التربية الإسلامية تذكرها الكاتبة فيما يلى:
1. القيم الروحية تعنى القيم المناسبة على الإيمان بالله الأحد. وهذه القيم وقع في النفس كالخوف من عذاب الله والرغبة في العمل الصالح.
2. القيم العبودية وهي حال الإنسان التى تعالج بها شؤون الحياة من أمر نفسه وأهله ورعاية مصاله ومصاله غيره.
3. القيم العقلية وهي قيمة العلم والمعرفة التى هي حق لحياة الإنسان المسلم, والطرق لهذه القيم إنتفاع السمع والبصر والعقل.
4. القيم الخلقية هي تمثل في أخلاق الله وصفاته وتمثل في الأمور الأخلاقية في القرآن واجتناب الأخلاق الفاسدة.
5. القيم النفسية وهي أن الإنسان يهدى نفسه إلى الأعمال الخيرات ويقود نفسه إلى إمتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.
6. القيم الإجتماعية وهي تتبع أساسا من حاجة الإنسان إلى الإرتباط بغيره من الأفراد.

Related Articles :


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 komentar:

Posting Komentar

 



"Terima kasih sudah berkunjung"

KUMPULAN ARTIKEL & HADIS-HADIS ROSULULLOH Copyright © 2010 LKart Theme is Designed by Lasantha